|
الجزيرة - الرياض :
يحظى معرض الملك خالد المقام حالياً غرب مدينة الملك عبدالله الرياضية في بريدة بإقبال كبير من الجنسين ومن مختلف الجنسيات, حيث تبرز قاعات المعرض السبع إنجازات رابع ملوك المملكة العربية السعودية الملك خالد بن عبدالعزيز.
العظماء وحدهم من يبنون الأوطان.. ولذلك فإن التاريخ يفتح أبوابه أمامهم ليسجلوا أسماءهم في أول سطوره.. الملك خالد بن عبدالعزيز، من أهم أولئك الذين بذلوا جهداً كبيراً ليرفعوا اسم وطنهم عالياً، فخلدهم التاريخ والأجيال.
أدرك الملك خالد رحمه الله، أن تقدم الشعوب يقاس بمدى انتشار العلم والمعرفة بين أبنائه، ولذلك حرص على أن يكون التعليم في سلم أولوياته، وانتقل به إلى شكل مؤسسي، فجمع شتات الجهات المشرفة على التعليم تحت مظلة واحدة هي وزارة التعليم العالي التي أنشئت عام 1395هـ(1975م)، وأشرفت على افتتاح جامعة الملك فيصل في الأحساء عام 1395هـ (1975م)، وجامعة أم القرى عام 1401هـ (1981م)، وإنشاء مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إضافة إلى وضع مشروع لإنشاء جامعة للبنات.
وارتفع عدد الطلبة الجامعيين من (19093) طالبا وطالبة عام 1394هـ (1974م)، إلى (47990) طالبا وطالبة عام 1399هـ (1979م)، وقفز عدد الطلاب المبتعثين إلى الخارج من (8280) طالبا عام 1395هـ (1975م) إلى (12821) طالبا عام 1401هـ (1981م).
كما شهد عهد الملك خالد قبول أول دفعة من الطلاب المكفوفين حاملي الثانوية العامة بجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1400هـ (1980م)، وساعد على ذلك إنشاء المكتبة الناطقة في الرياض لخدمة المكفوفين عام 1396هـ (1976م).
بذرة تعليم البنات تنتج شجرة مثمرة
واصل الملك خالد بن عبدالعزيز سياسة شقيقه الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله في الاهتمام بنشر العلم بين بنات المملكة، وشهد التعليم العام للبنات خلال فترة حكمه تطوراً ملحوظاً في مجال توفير فرص التعليم للبنات في جميع المراحل التعليمية، إذ ارتفع عدد الطالبات الملتحقات بكليات البنات من 875 طالبة عام 1395هـ (1975م) ليصل إلى 7054 طالبة عام 1402هـ (1982م).
وسار التعليم العالي للبنات بخطى ثابتة لتحقيق أهداف واضحة، أولها تنشئة الفتاة تنشئة إسلامية صحيحة، وتكوين شخصيتها تكويناً سليماً، وإعداد المعلمات المؤهلات تأهيلاً علمياً تربوياً عالياً لرفع مستوى التعليم في المملكة، وسد حاجة المدارس في المرحلتين المتوسطة والثانوية بالمدرّسات المؤهلات والموجهات التربويات والإداريات، وإعداد مواطنات مؤهلات علمياً وفكرياً، وتنمية الثروة البشرية وتوجيهها لمجالات الخدمة العامة، وتوفير فرص الدراسة الجامعية للطالبات السعوديات داخل المملكة، وإتاحة الفرصة للنابغات أن يواصلن الدراسات العليا في التخصصات العلمية المختلفة، والعمل على تنمية البحث العلمي والقيام بدور إيجابي في الميدان الذي يسهم في مجال التقدم العلمي في الأدب والعلوم، وربط الطالبة بالتراث الإسلامي مع الاستفادة من المعارف الإنسانية بوجه عام، والعمل على بعث الحضارة الإسلامية والتعريف بقادتها وعظمائها، ومركزها من الحضارة الإنسانية، وبيان دورها في تقدم الإنسان، وإحياء تراث المجتمع العربي السعودي وتقاليده الأصيلة.
وحرص الملك خالد على أن تتجاوز مؤسسات التعليم العالي للبنات محيط حرمها إلى الهيئة الاجتماعية المحيطة بها، وذلك بواسطة أنشطتها الثقافية والاجتماعية والعلمية والندوات والمحاضرات، وتوثيق الروابط العلمية والثقافية مع الجامعات والمؤسسات التعليمية السعودية، والعربية، والإسلامية، والأجنبية مع الاستفادة من الأساليب والنظم الناجحة في مختلف هذه المؤسسات.
وتعدى الاهتمام بتعليم البنات حدود الوطن إلى دول شقيقة وصديقة، بإتاحة فرصة الدراسة لغير السعوديات من المقيمات في المملكة، وغير المقيمات، بواسطة المنح الدراسية المخصصة لفتيات العالم العربي والإسلامي.
ومن الجدير بالملاحظة أن من بين الأهداف التي أكدتها الخطة الخمسية الثانية للمملكة، إكمال القاعدة التي يقوم عليها نظام التعليم العالي للبنات، وضمان توسيعها، ورفع المستوى الأكاديمي للطالبات الجامعيات، وإعدادهن للإسهام في عمليات التنمية، وتوسيع مدى الاستفادة من إمكانيات كليات التعليم العالي للبنات في مجال الحياة العامة. وتم وضع مشروع لإنشاء جامعة للبنات وصدقت عليه اللجنة العليا لسياسة التعليم في المملكة في أواخر شهر شعبان من العام 1397هـ (1977م)، ورفع إلى مجلس الوزراء.
كما استهدفت الخطة الخمسية الثانية تمكين كليات التعليم العالي للبنات من إعداد المعلمات السعوديات، وتأهيلهن تأهيلاً عالياً في مجالات التربية والفنون، وذلك عن طريق توفير الإمكانات والتجهيزات الحديثة لكليات التربية بالرياض وجدة ومكة المكرمة، وزيادة عدد الطالبات المنتظمات بتشجيع خريجات المدارس الثانوية وتحفيزهن على متابعة الدراسة العالية، وتوفير الأعداد اللازمة من عضوات هيئة التدريس في كليات البنات، وتوفير المساكن للطالبات وعضوات هيئة التدريس.
وتولت الإدارة العامة لكليات البنات ومعاهدها افتتاح الكليات الآتية:
كلية التربية للبنات بالرياض: كان افتتاح الكلية في العام الدراسي 1390هـ (1970م) - التي تعتبر أول كلية بنات تفتتح بعد مرور عشر سنوات فقط على افتتاح أول مدرسة حكومية لهن - دليلا بارزاً على مدى العناية بالمرأة العربية ومظهراً من مظاهر اهتمام الدولة ورعايتها لهذا القطاع المهم في المجتمع. وتضاعف عدد طالباتها خلال الخطة الخمسية الثانية.
2 - كلية التربية للبنات في جدة: تأسست عام 1394-1395هـ، وازداد عدد الطالبات فيها وتضاعف خلال الخطة الخمسية الثانية.
3 - كلية التربية للبنات في مكة المكرمة: تأسست عام 1395هـ (1975م)، وكانت فرعا لكلية التربية بجدة، متخصصة بالدراسات الإسلامية واللغة العربية، ثم استقلت باسم كلية التربية، وضمت عدداً من الأقسام، وهي الدراسات الإسلامية، اللغة العربية وآدابها، اللغة الإنجليزية، الاقتصاد المنزلي، الرياضيات.
4 - المعهد العالي للخدمة الاجتماعية للبنات في الرياض: تأسس عام 1395هـ (1975م)، وكان يضم تخصصات علمية عدة، وهي خدمة الفرد، خدمة الجماعة، تنظيم المجتمع، ويقبل الحاصلات على شهادة الثانوية العامة، ويمنحن درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية.
5 - كلية الآداب للبنات بالرياض: تأسست عام 1399هـ (1979م)، وتضم أقسام الدراسات الإسلامية، اللغة العربية وآدابها، التاريخ، الجغرافيا، اللغة الإنجليزية.
6 - كلية التربية للبنات بالدمام: تأسست عام 1399هـ (1979م)، وتضم أقسام الكيمياء، الرياضيات، النبات، اللغة العربية وآدابها، الجغرافيا، الطبيعة، علم الحيوان، الدراسات الإسلامية، التاريخ، اللغة الإنجليزية.
7 - كلية التربية للبنات في المدينة المنورة: تأسست عام 1401هـ(1981م)، وتضم أقسام، الدراسات الإسلامية، اللغة العربية وآدابها، اللغة الإنجليزية، الرياضيات، الفيزياء.
8 - كلية التربية للبنات في القصيم: تأسست عام 1401هـ (1981م)، وتضم أقسام الدراسات الإسلامية، اللغة العربية وآدابها، علم الحيوان، النبات، الكيمياء.
9 - كلية التربية للبنات في أبها: تأسست عام 1401هـ (1981م)، وتضم أقسام الدراسات الإسلامية، اللغة العربية وآدابها، اللغة الإنجليزية، والكيمياء.
10 - كلية التربية للبنات في تبوك: تأسست عام 1402 - 1403هـ.
الكليات المتوسطة للبنات
تأسست الكليات المتوسطة للبنات في عهد الملك خالد، بهدف إعداد وتأهيل معلمات للمرحلة المتوسطة، وتنمية قدرات معلمات المرحلة الابتدائية، ففي عام 1399هـ (1979م) افتتحت الرئاسة العامة لتعليم البنات أربع كليات متوسطة في أبها والمدينة المنورة والأحساء وعنيزة، ثم افتتحت عام 1400هـ (1980م) كلية خامسة في الطائف وسادسة في الجوف، ثم في صبيا، ومدة الدراسة فيها عامان.
كما تم افتتاح قسم للدراسات العليا في كلية البنات بالرياض عام 1396هـ (1977م) لفتح المجال أمام المرأة السعودية لمواصلة الدراسات العليا.
وتزايد إقبال الطالبات على الالتحاق بكليات البنات تزامناً مع تزايد خريجات التعليم الثانوي للبنات، وتزايد الحاجة إلى معلمات سعوديات متخصصات بحكم نمو جهاز تعليم البنات، وارتفع عدد الطالبات الملتحقات بكليات البنات من 875 طالبة عام 1395هـ(1975م) ليصل إلى 7054 طالبة عام 1402هـ (1982م).
وزاد عدد الطالبات من 80 طالبة عام 1390هـ إلى 6980 عام 1401هـ. كما زاد عدد هيئة التدريس من 170 عضواً عام 1390هـ إلى 804 عام 1401هـ. وارتفع عدد الخريجات من 68 طالبة عام 1393هـ إلى 390 طالبة عام 1400هـ. وزاد عدد أفراد الجهاز الإداري من 13 عاما 1390هـ إلى 300 تقريباً عام 1401هـ. وبلغ عدد الكتب والدوريات والمراجع 195420 نسخة عام 1401هـ.
ولا شك أن تأسيس وزارة التعليم العالي في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز بموجب مرسوم ملكي رقم أ-236 في 8-10-1395هـ الموافق 13-10- 1975م، أسهم إسهاماً كبيراً في دفع عجلة التعليم العالي إلى الأمام، وأشرفت الوزارة على افتتاح جامعة الملك فيصل في الأحساء عام 1395هـ (1975م)، وجامعة أم القرى عام 1401هـ (1981م)، وإنشاء مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
وتكريماً لدور الملك خالد بن عبدالعزيز في تطوير التعليم والعناية به، تم افتتاح جامعة الملك خالد عام 1419هـ (1999م) في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله.
يذكر أن الملك خالد بن عبدالعزيز ولد في مدينة الرياض عام 1331هـ (1913م)، ونشأ في كنف والده الملك عبدالعزيز، فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن في طفولته، ودرس العلوم الشرعية على يد نخبة من علماء البلاد، وانعكست هذه التنشئة على إدارته ونهجه في الحياة. واشترك في بعض الحملات العسكرية التي أسهمت في توحيد المملكة. وعين مستشاراً لأخيه فيصل بن عبدالعزيز عندما كان نائباً على الحجاز، وترأس الوفد السعودي المفاوض في مؤتمر الطائف عام 1353هـ (1934م) بين السعودية واليمن لمناقشة الحدود بين البلدين، وتمخض عنه توقيع معاهدة الطائف. وعين مساعداً لأخيه فيصل بن عبدالعزيز في مؤتمر لندن عام 1358هـ (1939م) لبحث القضية الفلسطينية.
وعين ولياً للعهد بعد مبايعة فيصل بن عبدالعزيز ملكاً عام 1384هـ (1965م)، ثم بويع ملكاً بعد استشهاد الملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1395هـ (1975م)، وتوفي عام 1402هـ (1982م).