تأليف الشيخ عبدالله بن محمد المعتاز
عن دار السلام صدر كتاب (ذكريات وعبر) تأليف الشيخ عبدالله بن محمد المعتاز تضمن بعض الذكريات التي مرت في حياة الشيخ المعتاز العملية وفيها الكثير من الدروس والعبر.
يقول الشيخ عبدالله عن ذكريات تأسيس المكتبات بجوامع الرياض: أسست مجموعة من المكتبات في جوامع الرياض منها: مكتبة أبي بكر الصديق ومكتبة الفاروق ومكتبة عثمان ومكتبة علي ومكتبة الفرقان ومكتبات أخرى شاركت في تأسيسها في الجوامع وصار لها نشاط كبير ورواد من الشباب والعلماء الذين يوجهونهم وقد شجعنا سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز في ذلك وكتب لنا تزكية وتعريفا علقناه في كل مسجد ومكتبة كترخيص وتأييد وتشجيع للمحسنين، وكانت في ظني أول غرسة للصحوة الإسلامية بين الشباب.. وصار فيها دروس ورحلات. بدأت هذه المكتبات عام 1391هـ بمسجد الفاروق.
وعن ذكرياته عن مدينة أبها يقول الشيخ المعتاز:
أول تعييني بالوظيفة كان في أبها البهية مساعداً لمدير المعهد العلمي الشيخ محمد الفواز -رحمه الله - فكنت أنا والشيخ الفواز أول من فتح المعهد العلمي عام 1381هـ فاستأجرنا عمارة لتكون مقراً له وأعلنا عن القبول فجاءنا أعداد من الطلاب للتسجيل غالبهم تأتي به والدته، فقد كان كشف الوجه في تلك السنوات عادة للجميع هناك إلا النادر، وكانت النساء في منطقة أبها يقمن بما يقوم به الرجال عندنا في نجد، كن يبنين البيوت من الطين والحصا وينقلن المياه للبيوت ويبعن ويشترين من الأسواق ويرعين الغنم لوحدهن في البر، وكانت الثقة متبادلة بينهم فلا خيانة ولا فساد، وكل واحد من الرجال حتى الأطفال يتحزم بالخنجر حتى الأطفال وقد أتى إلينا الطلاب بخناجرهم للتسجيل في المعهد العلمي ومنعنا ذلك وأعلنا أنه لا يجوز لأحد أن يدخل بالخنجر إلى المعهد خوفاً من مضاربة بينهم واستعمال لهذه الآلة القاتلة، وأهل أبها يحبون الأغاني الشعبية القديمة والطبول والشعر.
وعن ذكرياته في المدينة المنورة يقول الشيخ:
وجدت في المدينة المنورة الراحة النفسية والطمأنينة والأنس وحسن أخلاق أهلها وجوها العلمي خاصة ما يكون في الحرم من دروس للمشايخ وكان إمام المسجد الشيخ ابن صالح -رحمه الله - والشيخ عبدالمجيد - رحمه الله - والشيخ الخربوش - رحمه الله - وكنا نتلذذ بقراءة الشيخ ابن صالح أيما تلذذ خاصة في صلاة الصبح فقد كانت قراءته مجودة ولذيذة، وقد تعرفت بالمعهد على المدرسين ورأيت عددا من طلاب العلم النابهين، وتعرفت على بعض أعيان وسكان المدينة الذين استأنست بهم.
وأذكر أن الملك فيصل -رحمه الله - زار المعهد العلمي بالمدينة المنورة وأقام المعهد حفل تكريم له وكنت أحد المشاركين بالحفل بقصيدة.
وعن ذكرياته في مدينة عنيزة يقول الشيخ المعتاز:
كان منزلنا في أحسن موقع يجتمع فيه عدد من البساتين الجادة، الدمشي، مليحان، حايط حركان، حايط ابن حسن، القطعة، حايط الصيخان، الشمالي، وغيرها. كما أنه قريب جداً من الرمال الذهبية مزاده، دليما، باب ساير، وكنا نلعب في تلك الأماكن الخضراء والرمال الحمراء ونتسابق بالسياكل في المصفاف والمريبيص والنفود إذا نزل المطر في دليما والمزاده بين الأثول الخضر وبصحبة الأصدقاء في سني ولا شك أن هذه المناظر الخلابة لها أثر كبير في إذكاء الشاعرية التي بدأت عندي وأنا صغير.
وعن عمله في وزارة المالية والاقتصاد الوطني قال الشيخ المعتاز:
عملت في وزارة المالية مدة تزيد عن عشرين عاماً وشاركت في لجان كثيرة ومهمات كبيرة وكان ذلك منذ عام 1384هـ وتعرفت على أعداد كبيرة من الموظفين الأخيار، استفدت منهم فائدة كبيرة في سلوكهم، استفدت من الشيخ محمد العبدالله التركي الوَرَع، وصفات أخرى، واستفدت من الشيخ صالح العبدالرحمن البليهي -رحمه الله - حبه للناس وبعده عن العنصرية وغير ذلك، واستفدت من الشيخ سليمان العبدالله القاضي الوَرَع والنزاهة والصدق ولا أستقصي من استفدت منه في الوزارة وصار صديقاً حميماً، وإنما ذكرت هؤلاء كمثال، إن معرفة الرجال مكسب كبير يفوق مكسب المال.
وذكر الشيخ المعتاز أنه خرج في نزهة مع عدد من زملاء العمل وأن زميلا صاحب نكتة اسمه عبدالغني أولياء من المنطقة الغربية قال قصيدة طريفة قيل إنها من شعر الشيخ علوي مالكي منها:
ألا هبي برزك فاطعمينا
وان اولمت يوما فاعزمينا
وإن خصصت بالدعوى أناساً
فلا تنسي حقوق الآخرينا
فشيمتنا الإجابة كل وقت
ولو كان المكان بطور سينا
قفي قبل الوليمة يا حسينا
نخبرك اليقين فتخبرينا
بأن نورد الشوكات بيضا
نجول بها صحون الآكلينا
ونخرجهن حمراً مثقلات
وباللحم السمين معمعينا
ولا تأتي بشيء من كباب
فلسنا من بني المتكبكبينا
ولكنا نريد اللحم مظبي
نقدمه على كل الصحونا