الأستاذ إبراهيم صبري راشد صدر له كتاب بعنوان «الجاحظ في مرآة أبي حيان» ضمن إصدارات المجلة العربية وجاء في مقدمة الكتاب: كل من يدرس أبا حيان في طريقته الفنية يراه محتذياً طريقة أستاذه الجاحظ وقد أصبحت هذه الحقيقة إحدى القضايا المسلمة التي لا تحتاج برهاناً جديداً ولكنها يجب أن لا تحجب عن أنظارنا تفرد أبي حيان في أسلوبه.
ولا يخلو كتاب ألف عن أبي حيان من عقد موازنة بينه وبين الجاحظ تشمل جوانب الثقافة والفكر والفن، وتحاول الإحاطة بأوجه الشبه وأوجه التباين بينهما.
ويقول المؤلف: إن الأمر بالنسبة لأبي حيان يتجاوز مجرد المشابهة بينه وبين الجاحظ إلى ما سماه المستشرق الفرنسي مارك برجيه بحق بنوة التوحيدي الأدبية للجاحظ.
ويقول د. شوقي ضيف: وقد أفاد أبو حيان من الوراقة فائدة كبرى.. إذ جعلته يتمثل بنخسة لكتب الجاحظ أسلوبه وخصائصه وأسراره تمثلاً رائعاً. وكان الجاحظ يستخدم في أدبه أسلوب الازدواج وخلب هذا الأسلوب أبا حيان وملك عليه ذات نفسه فانفصل عن موجة السجع التي عمت في كتابات الأدباء واستطاع أن يصل بهذا الأسلوب إلى الذروة التي كان ينتظرها.