القاص عبدالله ساعد صدر له عن النادي الأدبي الثقافي بجدة مجموعة قصصية بعنوان «شيئاً من تقاسيم وجهها» ويقول في مقطع من إحدى القصص: استقر خيالها وسط الجدار الفقير يبث فيه تفاصيل خلقتها الفاتنة كوردة في قفر أجرد غنية الألوان فقيرة الرائحة.
يشبع نظره منها صباحاً ويلقي عليها تحيته كل مساء ينسج حولها حكاياته المعقدة ويقف معها على أطلال أمنياته الهاربة وأحلامه الموءودة. ويقول في مقطع آخر: وفي المرآة التي انسكب عليها شيئاً من وهج الشمس وانعكست على صفحتها بعض تفاصيل معيشته والجدار الذي يتكئ عليه.
مشاهد العينين ترنوان من فوق منكبيه، وكذا الغمازة بينما الشعر الأسود الكثيف يخالط شعره الأشيب الشحيح.
توقف عن الكحت وشرع يتأمل بعمق ظلالاً الصورتين في المرآة. عندها تبين له بوضوح البون الشاسع بين الأصل والصورة.