عندما أتابع نشاطات الشاعر وصاحب مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في جهات مختلفة من العالم أدرك تماما الرسالة السامية التي يحملها ويؤمن بها ويؤديها هذا الرجل في عالمنا العربي، فقلائل هم من يحملهم الشعر أن ينذروا العمر والمال والوقت له، وجدير هو ديواننا «الشعر» أن يجد من يحافظ عليه ويوقد شعلته لتنير عالمنا الذي استبدت به القسوة وتجمدت المشاعر فصار من المُلحّ أن ننفذ من جليد الحياة إلى عالم ظليل من الكلمة الشاعرة ومتعال عمّا يحيط بنا من جفاف وذبول.
في دبي ترسو مراكب الشعر والشعراء من كل أقطار العالم كذلك النقاد والمفكرين وأصحاب أديان مختلفة تحت عنوان «الشعر من أجل التعايش السلمي» حيث في الأمسيات التي شارك فيها شعراء من الشرق والغرب في قصائد تغني للسلام ويؤكد حضورهم واختلاف أعراقهم وألسنتهم على هذه الجسور التي يمكن للشعر أن يبنيها للتواصل والحوار، وفي الندوات النقدية التي تناولت الآخر في الشعر العربي أكدت على أن الشعر تأريخ لحقبات بعيدة وتأكيد على التسامح لدى المسلمين وتلبيتهم الأمر الإلهي بالتعايش والتعارف.
الإمارات العربية المتحدة ممثلة بصاحب السمو محمد بن راشد آل مكتوم الذي حضر الافتتاح ورعى الحفل، تؤكد على مفهوم الدولة المتكامل التي تتميز في كل التفاصيل وتستوعب كل النشاطات والفعاليات وترحب بزائريها من كل بقاع الأرض آمنين آنسين بحضن دولة يميزها التقدم والرقي.
شكرا ثانية للشعر الذي نجتمع حوله كأسراب الحمام المهاجرة التي تنشد الدفء.. وفي رحاب مؤسسة رسالتها الشعر كان لنا ما أردنا من حياة وأمل بأن الشعر ديواننا وسبيلنا ولقاؤنا وهويتنا وكذلك توجنا الشعر سفراء لحضارتنا وثقافتنا ليكون سبيلنا للآخر الذي قاسمنا رغيف الحياة فانحنت سنابلنا ترشق الأرض بحملها.
من آخر البحر:
الشعر..
امرأة تتمشط بالحلم..
تتكسر في حضرتها الريح
وعلى شفتيها تنصهر الشمس
فيتورد خديها..
mysoonabubaker@yahoo.com