رام الله- القاهرة- بلال أبو دقة

وصل 40 أسيراً من الأسرى الفلسطينيين المحررين هم من المبعدين في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء وفجر أمس الأربعاء إلى الأردن وسوريا وتركيا وقطر قادمين من العاصمة المصرية القاهرة على متن طائرات خاصة أرسلتها دولة قطر خصيصاً لنقل الأسرى المبعدين إلى البلدان التي ستستضيفهم وذلك بعد الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل.

وقد وصل إلى تركيا 10 أسرى محررين، فيما حطت طائرة في مطار دمشق تضم 16 أسيراً، بينما وصلت إلى العاصمة الأردنية عمان الأسيرة الحمساوية أحلام التميمي، فيما وصل فجر أمس الأربعاء إلى قطر 15 أسيراً. وكان في استقبال الأسرى الفلسطينيين في سوريا العديد من الوزراء السوريين بالإضافة إلى قادة الفصائل الفلسطينية في سوريا ومجموعة من الفنانين السوريين، بالإضافة إلى المئات من الفلسطينيين والسوريين الذين احتشدوا في قاعة الانتظار بالمطار وسط فرحة عارمة، وتعالت الأعلام الفلسطينية والسورية والهتافات التي تطالب بالإفراج عن جميع الأسرى.

وفي الأردن حظيت الأسيرة أحلام التميمي باستقبال حافل من أقربائها ونشطاء حزبيين ونقابيين ومواطنين رفعوا الأعلام واللافتات التي ترحب بها؛ وأكدت التميمي أن المقاومة المسلحة هي التي ستحرر فلسطين، وأن العدو الإسرائيلي لا يفهم سوى لغة السلاح، مرسلة تحياتها للأسرى الذين لم تشملهم الصفقة.

وفي تركيا لاقى الأسرى الفلسطينيون المبعدون ترحيباً كبيراً من القيادة التركية.

وتتضمن صفقة الأسرى التي أبرمتها إسرائيل مع حركة حماس بوساطة مصرية إطلاق سراح 1027 من الأسرى الفلسطينيين والأسيرات الفلسطينيات على مرحلتين، الأولى تمت الثلاثاء بتحرير 477 أسيراً وأسيرة، والمرحلة الثانية ستتم خلال شهرين يتم بموجبها إطلاق سراح 550 أسيرا فلسطينيا.

وفي سياق متصل بالشأن الداخلي الفلسطيني، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «خالد مشعل» رئيس السلطة «زعيم حركة فتح «محمود عباس» مساء الثلاثاء، لعقد لقاء الأسبوع القادم في القاهرة لإنجاز ملفات المصالحة العالق بين حركتي فتح وحماس.

وأضاف مشعل خلال احتفال بالأسرى والأسيرات المفرج عنهم إلى غزة مساء الثلاثاء، «دعوت الرئيس أبو مازن للقاء يبحث إنجاز المصالحة، وإجراء مراجعة سياسية للمسار التفاوضي في ضوء الانسداد السياسي».

ودعا مشعل إلى الاستفادة من درس مفاوضات الضفة بكيفية إدارة القرار السياسي الفلسطيني.

وطمأن مشعل باقي الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال بأن يوم الفرج عنهم قريب وأن عملية التفاوض لم تكن فئوية بل وطنية بامتياز.

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد أعلن في كلمة له في مقر المقاطعة خلال استقباله الأسرى المحررين تمسكه بالدعوة إلى إنجاز المصالحة الفلسطينية.

ومن غزة، حيا أمين سر الهيئة القيادية العليا لحركة فتح «الدكتور عبد الله أبو سمهدانة»، طاقم حماس التفاوضي الذي أشرف على صفقة تبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل لكسره معايير الاحتلال حول أسرى القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وذوي الأحكام العالية. وقال أبو سمهدانه في كلمة القوى الوطنية والإسلامية خلال مهرجان استقبال الأسرى في ساحة الكتيبة بغزة: «إن تحريركم –الأسرى- دين في رقابنا جميعاً نحن الفلسطينيين عناصر وكوادر وقيادات لأنكم أنتم الذين أشعلتم شعلة الجهاد والنضال في أحلك دياجير الظلام، وحولتم المعتقلات إلى أكاديميات للثورة والمقاومة».

الجدير بالذكر أن رايات حركتي فتح وحماس تعانقت في مهرجان الأسرى المحررين في غزة والضفة في ظل مشاركة واسعة من كافة شرائح الشعب الفلسطيني في المهرجانات التي نظمتها حركة حماس.