- تُواجه الأندية السعودية إشكالات كبيرة عند تجديد عقود لاعبيها.. فلا يكاد يمر موسم دون أن يكون لأحد الأندية معاناة مع تجديد عقود لاعب أو أكثر من لاعبيه.. والحقيقة أن الوضع العام بين اللاعبين وبفضل التعديلات الأخيرة المتوافقة مع أنظمة الفيفا والمتعلقة بحرية اللاعب في الانتقال عند نهاية عقده وعدم اتفاقه مع ناديه فتحت الباب على مصراعيه أمام اللاعبين للبحث عن أفضل العقود وأكبرها رقماً، وهذا حق من حقوقهم بكل تأكيد.. لكن المسألة هنا تتعلق بالوضع العام للأندية التي لا تملك دخلاً ثابتاً وتعاني كثيراً في الحصول على مصادر دخل تسيّر أمورها وفقاً لمتطلباتها التي تختلف من نادٍ إلى آخر.. فهناك من يبحث عن البطولات والإنجازات فيضطر لدفع مبالغ كبيرة سعياً لذلك.. وهناك من يكون طموحه أقل من ذلك ويدفع وفقاً لوضعه العام ولإمكانياته.
لكننا لو تحدثنا عن قيمة اللاعبين المالية في سوق الانتقالات سنجد أنها ترتفع بشكل كبير أرهق ميزانيات الأندية مقابل واقع فني متواضع سواء على مستوى الأندية نفسها أو المسابقات أو حتى المنتخبات الوطنية.. فالوضع العام للكرة السعودية كمستوى أقل من المطلوب والمنتظر.. والمستوى العام للاعبين لا يؤهلهم حتى للحصول على نصف المبالغ التي يحصلون عليها حالياً فكيف إذا تم زيادتها والتماشي مع التطلعات العالية للاعبين.
ففي الوقت الحالي يتفق كثيرون على أنه لا يُوجد لاعب سعودي يستحق عشرة ملايين (على سبيل المثال) عن عقده، ويرى الكثيرون أن المستوى الفعلي للاعبين أقل من القيمة المالية التي يحصلون عليها.. هذا من جانب ومن جانب آخر فماذا سيُحقق اللاعب الذي سيصرف عليه النادي مبالغ كبيرة.. وما هو المردود أو العائد المادي من عقد ضخم يدفعه النادي لهذا اللاعب؟... ففي أوروبا مثلاً فإن نادياً مثل ريال مدريد عندما وقَّع مع لاعبه البرتغالي كريستيانو رونالدو فإنه استعاد جزءاً كبيراً من هذه المبالغ التي وصلت إلى 100 مليون يورو من خلال الإعلانات وبيع القمصان - في حين نجد هذا الجانب معدوماً تاماً لدى الأندية السعودية.. ويبقى الجانب الآخر وهو تحقيق البطولات وهذه دائماً ما تتحقق للأندية الكبيرة دون الحاجة لدفع مثل هذه المبالغ الضخمة.. والحصول على البطولة بات لبعض الأندية من باب تحصيل الحاصل.. لكن قراراً يتعلق بمستقبل النادي وميزانياته يجب أن يكون له الأولوية المطلقة لأنه سيحدد سياسة مرحلة قادمة للكرة السعودية، فإما الخضوع لمزايدات الأندية واللاعبين.. أو محاولة الخروج من هذه المرحلة بأقل الأضرار لمصلحة الكرة السعودية عموماً.
وللتوضيح أكثر أقول: (هل مستوى الكرة السعودية ولاعبيها حالياً يؤهل لدفع مبالغ ضخمة، هي أصلاً غير موجودة وتعاني الأندية كثيراً في الحصول عليها... وهل من المقبول استمرار المبالغ الفلكية للاعبين في وضع عام يعاني هبوطاً وشحاً في المواهب والمستويات.. وهل دفع مثل هذه المبالغ سيغيّر من الأمر شيئاً.. أم أنها أعباء إضافية ضررها أكثر من نفعها على الطرفين اللاعب والنادي معاً؟!)..
شخصياً أعتقد أن المسألة تحتاج لوقفة حازمة من الأندية للحفاظ على مصالحها أمام هذا الطوفان من الرغبات الجامحة لدى اللاعبين للحصول على مبالغ مادية كبيرة لا تتوافق مع مستوياتهم الفعلية.. كما أن الجماهير الرياضية هي الأخرى عليها مسؤولية في الوقوف خلف إدارة أنديتها بالتأييد لكل الخطوات المتبعة خصوصاً عندما يقدم النادي رقماً منطقياً ومعقولاً للاعبه يتوافق مع إمكانيات النادي واللاعب.. لتبقى الطموحات والرغبات الشخصية هي الفيصل في هذا الجانب.
وبالتأكيد فإن الكل متضرر عند انفلات عقود اللاعبين نحو مبالغ فلكية لا تستطيع الأندية التجاوب معها..
وفي هذا الإطار أجد أن تجربة النصر مع تجديد عقود لاعبيه تُعد نموذجاً.. صحيح أنها جاءت على طريقة: مكره أخاك لا بطل بسبب ضيق ذات اليد وعدم قدرة النادي على دفع مبالغ كبيرة.. لكنها كشفت من جانب آخر أن الغلبة في النهاية ستكون للنادي سواء بقي اللاعب أو غادر، حيث أصبحت عقود عدد من اللاعبين السعوديين تماثل عقود لاعبي أكبر الأندية الأوروبية، وفي هذا تجاوز كبير لا يتفق مع المنطق والواقع بالنظر لفارق المستوى والدخل وطبيعة الالتزام بين أندية أوروبا ولاعبيها.
لمسات
- برنامج مساء الرياضية فقدَ الكثير من بريقه ووهجه، وأصبح يقدم طرحاً لا يرتقي لِما كان يُقدم سابقاً فأصبح البرنامج شبيهاً لبعض البرامج ذات الاتجاه الواحد في بعض القنوات الخليجية الموجهة ضد الرياضة السعودية.. فالضيوف ثابتون ومستوى الطرح متواضع والفكر والرؤية التي تُقدم أقل ما يُقال عنها بأنها سطحية تخضع لميول الضيوف وتُمثّل أنديتهم فقط!!
أما برنامج الملعب فإنه هو الآخر وضع ضيفاً ثابتاً من خلال الميول، والآخر موزع على بقية الأندية.. ففي كل ليلة عليك أن تتابع ميول أصفر (ثابت) والميول الآخر (متحرك).
أما الفكر والمنطق والرؤية التي يقدمها الضيف فهي آخر الاهتمامات!!
- المستوى الذي قدمه النجم ياسر القحطاني في لقاء السعودية وتايلند كشف عن تغيُّر إيجابي لدى اللاعب سواء من حيث الجاهزية البدنية أو التحرك التكتيكي داخل الملعب.. وفعلاً ياسر بدأ خطوات العودة المنتظرة والتي يبدو أنها ستكون قريبة جداً.
- وصول الاتحاد لنهائي دوري أبطال آسيا يتحدد من خلال لقاء الغد الهام أمام تشنبوك الكوري.. فلقاء الذهاب هو العبور الصريح نحو النهائي، وهذا ما على الاتحاديين العمل عليه بكل قوة رغم قوة الفريق الكوري وخطورته.