إنني من عشاق صحيفة الجزيرة. وبما إن القراءة تعتبر من الهوايات فإن هوايتي قراءة صحيفة الجزيرة؛ فهي أول ما أبدأ به يومي منذ الصباح الباكر فأبدأ بتقليب صفحات الجزيرة مبتدئاً بصحفه عزيزتي الجزيرة التي دائماً ما تبشرنا وتنقل همومنا بكل وضوح وصراحة وموضوعية، وهو ما يجعلني أبدأ تصفحي بها دائماً هي بالذات، ثم باقي الصفحات الذهبية مثل صفحة الرأي، وصفحة وجهات نظر، وصفحة متابعة، وصفحات المحليات ثم الصفحة الأخيرة. ومن خلال متابعتي الشديدة الحصيفة الحريصة لجهود ودور وزارة النقل التي تعتبر وزارة مفصلية، ومن أفضل وأنشط الوزارات، وهي تعمل بصمت ودون أي زوبعات وفقاعات إعلامية، أود التطرق إلى أمر مهم لفت انتباهي؛ نظرا لأهميته، هو اللوحات الإرشادية المثبتة والموجودة على الطرقات التي تشير إلى المسافات التي سيقطعها المسافر وتقدير الكيلومترات المتبقية، وكذلك الاتجاهات الصحيحة، إضافة إلى اللوحات التحذيرية، وأهمها التوعوية، خاصة تلك التي تبين وتوجه وتحذر قائد المركبة المسافر ومرافقيه من آفة المخدرات، فعلى سبيل المثال، لا على سبيل الحصر، إدارة الطرق والنقل بمنطقة حائل وإدارة الطرق والنقل بمنطقة جازان؛ حيث رأيت بأم عيني وشاهدت ما تقدمه هاتان الإدارتان، خاصة تلك اللوحات التي قامت بتثبيتها على جانبي الطريق، بل كل طرق المنطقتين في المداخل والمخارج ووسط المدينتين، وجميع محافظاتهما ومراكزهما والقرى التابعة لهما!! وهذه العبارات طنانة ورنانة، ولها احتكاك وتماس بحياة المجتمع والأسرة التي طالما باتت تخشى من وقوع أحد أبنائها في هاوية المخدرات؛ فإن هذه اللوحات الإرشادية التوعوية التحذيرية التي وضعتها إدارة الطرق والنقل بالمنطقتين للقادمين إليهما والخارجين منهما من المسافرين في غاية الأهمية، ووزارة النقل لم تألُ جهداً في وضع كل ما يساعد على التوعية والتوجيه والنصح والتحذير والإرشاد والتشجيع والتوبة والإقلاع عن تهريب وتعاطي وترويج ونشر هذه السموم بين أفراد المجتمع، وذلك بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى. ولقد نقشت الوزارة ممثلة بإداراتها في المناطق على هذه اللوحات على الطرق عبارات تحذيرية تنبيهية لكل فرد من أفراد المجتمع مهما بلغ سنه، ومهما كانت وظيفته. ومن العبارات التي قرأتها وأعجبتني أيما أعجاب تلك التي تحث على الإبلاغ عن المهربين والمروجين، وذلك بالاتصال على الرقم 995. فمهما قدمت وسائل الإعلام المختلفة امقروءة والمسموعة والمشاهَدة من برامج ووسائل مختلفة وفقرات وفواصل في الأوقات التي يحتمل اجتماع أفراد الأسرة الأب والأم والأبناء فيها متسمرين أمام شاشة التلفاز فإن هذه اللوحات تغني وتختصر هذا كله؛ فهي مرتبطة بهاجس السفر وساعة الوصول وجميع مَنْ في المركبة تجدهم مشدودين ومركزين ومصغين تماماً ومتقبلين لهذه الرسائل الفلاشية الخاطفة التي تُعتبر كحقنة وعلاج للمشكلة القائمة أو تلك الحريات التي يعتقد بعض الأبناء المراهقين أنها رجولة وحرية شخصية، ولا يحق لأحد التدخل في مزاجهم؛ فهم قد أصبحوا رجالاً مسؤولين عن أنفسهم، ولهم حقوقهم وأسرارهم وصداقاتهم الخاصة، وقد يصعب على أغلب الأُسَر معرفة أصدقاء أبنائهم؛ لتلافي حدوث مثل هذه المشكلة في بدايتها لا قدر الله والبحث عن الحلول الجذرية لها من خلال القنوات الرسمية المعروفة مثل مركز استشارات الإدمان بالأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمديرية العامة لمكافحة المخدرات ثم المراكز العلاجية المصرح بها. والأدهى والأمرّ من ذلك الذين لديهم مراهقة متأخرة (مراهقة في الخمسين).
وفي الختام لا يسعني إلا أن أقف وقفة احترام وتقدير لهذه الوزارة الشامخة التي تعمل بصمت، وعلى رأسها صاحب المعالي الوزير الدكتور جبارة بن عيد الصريصري وزير النقل، وأدعو الله أن يعينه ويسدد خطاه لخدمة هذا الوطن الغالي. والله الموفق.