تحملهم نفوسهم...!!
الصيادون لا يعبأون بفكرة الغرق.. أو السقوط المفاجيء في الماء...
حين تمتلئ شباكهم.. غاية بهجتهم ومنتهى انتصارهم...
البحر الذي يخيف، فيه تحملهم أفلاكه..
يؤرق تفكيرهم قرش الغد أن يستقر في كفوفهم القابضة على الشباك..
الحطابون لا تشغلهم فكرة العطش.., أو التيه في المرامي..
حين تتكوم فوق كتوفهم قطع الشجر، غدا طعما للنار التي يورون..
يوغلون في المسير حيث تنتصب الأشجار في رؤى أحلامهم..
يداعب مخيلاتهم قبس النار، يصطلي بها الراجفون، ويستدفئ بها العراة..
وتُطعم بأطعمتها الأفواه..
كلُّ خوف يعطل الأحلام، ويؤخر المسار..
أيُ خوف يعثِّر الحصاد، ويمدد الآمال..
حين يتحول الخوف من الطريق، والخوف من المسير، والخوف من الإقدام، أمضى من العمل،..
وأقوى من الأمل، في اخضرار الكفوف، وارتواء الحلوق، وامتلاء البطون..
الحالمون بلا عزم جبناء...
القادرون بلا عمل بلداء...
الجالسون على موائد ليست من تعبهم بلهاء...
المتكلون على سواهم أغبياء..
كلُّ أولئك ضائعون..
البحر يتسع لكل صياد..، ولا يضيق...
الأرض مشرعة لكل حاطب.., ولا تبخل..
والجبال لا يرتاد علوها إلا ذو عزم..
ولا يتهيب صعودها إلا رخو...
الحياة لا تعترف بالضعفاء في عزائمهم،.. ولا بالحالمين في نهارهم.., ولا بالبلهاء يهدرون قواهم.., ولا بالبلداء يفرطون في قدراتهم...
الحياة للسعداء..وإن فقروا..
وللأقوياء وإن حرموا..
قليلٌ مما فيها, كثيرٌ بما فيهم...
الحياة للمبحرين.., وللحاطبين في آمادها..
من يحملون على أنفسهم...
ولا يرتضون أن تحملهم كفوف غيرهم...