أنا متأكد أن الكثير من الأصدقاء المصّنفين من «فئة المشاهير» سيغضبون مني، وبعضهم قد يعتقد أن ما سأخبركم عنه نتاج «غيرة» وقطعاً هو ليس كذلك، فيكفيني أن «ابنتيَّ» تعتقدان أن «أباهما» فاق في «شهرته» نجوم السماء، وأن «الكرة الأرضية» وأهلها يعرفونني, والسبب هو «الزول» بائع البقالة بناصية شارع بيتنا، ففي «كل مرة» يراني مع أطفالي يقول للبنات «آي.. اليوم..شفت أبوكم في الجريدة.. والتلفزيون كمان.. الله الله» والهدف طبعاً هو أن أعود وأشتري منه «مرة أخرى» لأسمع هذا «الإطراء» وأسمعه أطفالي..!.
بعض «المشاهير» في مجتمعاتنا العربية مصابون بجنون العظمة، خصوصاً من الفنانين والإعلاميين واللاعبين فهم يعتقدون أن كل إنسان مُلزم «ببحلقة عيونه» عندما يراهم في الأماكن العامة أو الأسواق أو الفنادق، وبالتالي هم ينقمون على «أي شخص» تجاهلهم ولم يبتسم أو يطلب صورة معهم «ويتهمونه بالغرور»!!, الأسبوع الماضي كنت برفقة صديق من «أبرز المشاهير» في المجتمع بإحدى المناسبات، وكان هناك «الكثير» من الرجال والنساء يطلبون التقاط صورة «للنجم»، و»ببراءة» كنت «أقف بجواره» أثناء التصوير بحكم أننا نسير سوياً, حتى طلبت «فتاة» تصوير النجم بجوالها وأنا «راز خشتي» معه، فقالت لي «يا أخي وخر من الأستاذ.. يا شين التلزق»!! طبعاً صاحبنا ما صدق خبر انبسط وقال لي «ألم أخبرك سابقاً» الإعلام ما «يأكل عيش» والفن أشهر بكثير؟! إذاً الدرس الأول لا تقف بجوار أحد المشاهير (عشان لا تتهم «بالتلزق» مثلي!!).
أغلب المشاهير «بخلاء»، فهم يعشقون «أبو بلاش» بحكم تعودهم على الاستضافة «الفندق مجاناً، والسيارة مجاناً، والمطعم مجاناً..إلخ» فهم لا يدفعون شيئاً في حياتهم، إنهم «طبقة مخملية» يُدفع لهم وعنهم، من يدفع فقط نحن «الغلابا الطبقة الكُحيتي», نجم لامع من «مذيعي الصف الأول» في أشهر القنوات العربية «اتصل بي» كصديق له، وقال لدي موعد «لقاء تلفزيوني هام» مع إحدى «الشخصيات البارزة», وغداً سأصل إلى «جدة»، وطلب مساعدتي في إيجاد شخص يعمل له «ميك آب» ويخفي العيوب والحفر (اللي في «وجهه») والتي لا يعلم الكثير من المشاهدين عنها, طبعاً فزعت له وزودته «برقم هاتف» من سيخدمه وكان المبلغ المتفق عليه فقط «ألف ريال», وفي المساء اتصل بي «صاحب الصالون» يقول: (ترى الرجال ما دفع قال بحولها لما أرجع دبي...؟! طبعاً إلى يومك ما حول شيء؟! وأنا دفعت المبلغ «نيابة عنه»). الدرس الثاني لا تتدخل مع المشاهير في أمور مالية لأنك من سيدفع وهم سيغادرون... للتأكد أكثر راجع خبر الأسبوع بعنوان «ساركوزي يعزم رفاقه على قهوة ويخرج دون أن يسدد الفاتورة»!!.
أخيراً لا تصدق كل ما يقوله المشاهير في وسائل الإعلام عن أنفسهم وطيبتهم وأنهم يحسنون الظن بالجميع وأن هناك من يستغلهم، فبعضهم أكذب من الشعراء في شعرهم، ولا أحتاج لمثل، ستلمس ذلك مع رؤيتك لأول «شخصية شهيرة».
أما «الدرس العملي» الذي أخطط للقيام به مع «الزول صاحب البقالة» في المرة القادمة, أنني سأطلب وبالتأكيد هو من سيدفع..!!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net