ما شاء الله، ما شاء الله، والحمد لمن لا يحمد على مكروه سواه وسبحان من قال {وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء} آل عمران26 وفي الأثر (كما تكونون يولّى عليكم)، أما المكروه الذي أحاق بالعرب في هذا العصر فهو ابتلاؤهم بحكام لا يعرفون سوى القتل والعسف والقمع والإبادة لشعوبهم التي أذلها الله بمن ولى عليهم. لأنهم هكذا كحكامهم فلا هم تمسكوا بالعروة الوثقى ولا استفادوا من ثورة العلم والتكنولوجيا التي تجتاح الأمم التي تعيش مثلهم على وجه البسيطة ولا هم قاوموا الظلم والعسف والمهانة منذ أن لاحت نذرها على وجوه بعض (حكامهم) العتاة القساة تلك النذر التي استطالت حتى تحولت إلى كوارث أصبح فيها الإنسان من أرخص السلع، مما يذكرنا هنا بقول الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني يرحمه الله حينما قال:
(يا عم ما أرخص الإنسان في بلدي) والبردوني حينما قال ذلك لم يكن يعني بلده (اليمن وحده) مع أنه الآن وبظرفه الراهن قد انطبق عليه ما قال، أقول إن البردوني كان يعني الإنسان العربي بشكل عام وفي بلاده العربية فكما هو الحال في اليمن فإنه كذلك في سوريا وفي ليبيا مؤخراً بالرغم من الارتفاع الطفيف لسعره اليوم في مصر وتونس على وجه الخصوص.
أما في فلسطيننا المحتلة فقد أصبح سعر المواطن العربي هناك (1 - 1000) أي أن ألف عربي يساوون إسرائيلياً واحداً فقط ونعني بذلك (شاليط) ما غيره فقد تمت مبادلته بـ(1000) فلسطيني معتقل بالإضافة إلى (27) امرأة فلسطينية (بظهر البيعة) أو ما يسمى بـ(زيادة البياع) وفوق هذا وذاك فإن العرب مبتهجون لهذا السعر أيما ابتهاج مع أن الواقع يقول إننا نحن العرب أعطينا الإسرائيليين (شاليطاً) واحداً فأعطونا ألف (شلوط) على مؤخراتنا السمينة بالإضافة إلى (خردة) نساء هي بمثابة اللعنات والشتائم الإسرائيلية لنا بعد الـ(1000) شلوط التي ركلتنا بها إسرائيل على الأقفية ودعت العالم كله يتفرج علينا ويضحك ولِمَ لا فإننا الأمة الوحيدة اليوم التي أصبحت (مضحكة وملطشة) بين الأمم الحية، هذا إذا ما اعتبرنا أن أمتنا (حيّة) مع أنها يرحمها الله قد ماتت منذ زمن طويل وها أن ما تبقى منها تحصده الأنظمة القمعية أمام الملأ ولم تتدخل أية دولة تدعي حماية الإنسانية لوقف هذا الحصيد النازف المريع بما في ذلك الدول التي اختصّت بمقاومة الديكتاتورية والوقوف مع الجماهير مثل روسيا والصين فهل غدت الأمة العربية هي يتيمة هذا الزمن أو مالها والي(؟)