في يوم الجمعة الموافق 15 ذي القعدة لعام 1402 هجرية استضافت جريدة الجزيرة الشيخ سليمان السكيت كضيف الجزيرة وكان حواراً مليئا بالمعلومات والتطلعات والآمال التي تحققت في عهد مليكنا الكريم عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله-، ففي هذا اللقاء تساءل مواطن أين جامعة حائل؟ واليوم وبفضل الله ومنته وكرمه ظهرت إلى الوجود جامعة حائل تلك المدينة التي تسمى أيضاً عروس الشمال، كما يحب ان يسميها عشاقها. لقد حفظ الشيخ القرآن وعمره 11 عشرة سنة وذلك في عام 1338 هجرية ثم ارتحل مع والده من القصيم إلى الكويت وأقاموا فيها حوالي 12 عشرة سنة ثم استقر به المقام في حائل لينشر العلم فيها.
لقد كان الحوار من إعداد الأستاذ محمد الوعيل وتصوير فتحي كالي، وفي هذا الحوار تم سؤال الشيخ- رحمه الله- هل يمكن تقسيم مراحل التعليم في حائل إلى ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل السكيت ومرحلة السكيت ومرحلة المدارس النظامية؟ وكان جوابه يعبر عن تواضعه الكبير، حيث قال: إنه لا يوافق على ذلك لأن المرحلة الأولى لا تسمى مرحلة تعليمية لعدم تنظيمها، أما المرحلة الثانية (وهي التي أنشأ فيها أول مدرسة نظامية باسم مدرسة سبيل الرشاد من الفترة 1353 هجرية إلى 1356 هجرية - أي بعد توحيد المملكة بفترة وجيزة جداً) فقال: إنها مرحلة نشأت صغيرة وهي نواة بسيطة.... أما المرحلة الثالثة وهي المرحلة التي نشأت فيها المدارس الحكومية في عام 1356 هجرية وما بعد ذلك حيث أنشئت أول ست مدارس بنجد في تلك الفترة كان أولها في حائل وآخرها في الرياض، حيث كانت هذه المرحلة هي المؤثرة والكبيرة أو مرحلة البحر الضخم كما سماها -رحمه الله- في لقائه قبل ثلاثين سنة في جريدة الجزيرة.
لقد استأجر الشيخ بيت سيدة كريمة من أهل حائل من آل سبهان بـ11 ريالاً سنوياً والتي كما يقول الشيخ حين يحدث تباطؤ في دفع المصاريف فإنها تأخذ ما يوجد وتترك مايفقد (كناية على ان تلك السيدة الكريمة تقبل ما تيسر من الإيجار.. لأن المدرسة ليس لها مدخول رسمي لتغطية مصاريفها). وكل ذلك كان هدفه نشر العلم والتسهيل على صاحب المدرسة والطلبة في ظروف كانت في تلك الفترة ليست يسيرة. وهذه المدرسة بإمكانياتها البسيطة خرجت الكثير من رجال العلم المعروفين والذين يكنون الوفاء والتقدير لمؤسسها، لقد تطور التعليم في هذه البلاد بعد توحيدها على يد الملك عبدالعزيز- أسكنه الله فسيح جناته- وها نحن اليوم نعيش في بلد موحد يضم حوالي 24 جامعة قابلة للزيادة إلى ضعف هذا العدد في سنوات معدودة إذا لزم الأمر. والدور والمسؤولية تقع الآن على عاتق الأجيال القادمة في تحويل تلك المباني والمقرات الضخمة إلى منارات للعلم ونشره في كل أنحاء البلاد وهي الرؤية التي تبناها خادم الحرمين - حفظه الله - وتأملها الكثير من رواد العلم من الأجيال السابقة الذين بذلوا الكثير في نشر العلم بدون أي مقابل مادي إرضاء لله عزَّ وجلَّ ثم وفاءاً لقيادتهم ووطنهم وإخوتهم وأبنائهم. وختاماً فإننا نأمل ان يتم تسمية رمز من رموز منطقة حائل باسمه على سبيل المثال: أن تحمل مكتبة جامعة حائل اسم الشيخ سليمان السكيت كأول معلم فيها وأول مؤسس لمدرسة نظامية فيها.
د. خالد بن سكيت