* استأنفُ اليوم حديثاً بدأتُه في حلقة الأسبوع الماضي استعرضتُ فيه فقراتٍ مختارةً من مداخلةٍ لي نُشِرت مؤخَّراً في كتاب جديد أصدره الأديب الدكتور محسن الشيخ آل حسان، يَتحدّثُ عن مبادرات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله، لخدمة السلام العالمي، ومنها مَبادرتُه حفظه الله لحَوار الأديان بين أتْباعها أمَلاً في التأسِيسِ لثقافةٍ تدعمُ التفاهمَ والسلامَ بين الأمُم وتنبذُ الحربَ والشقاقَ بينها.
قلت في مداخلتي المشار إليها:
* (نأتي الآن إلى فصلٍ آخر أكثرَ إثارةً وأشد وقعاً وأقوم نفعاً في سيرة الملك الإنسان، عبدالله بن عبدالعزيز، عبر مسعاه الحميد في تفعيل حراك الحوار الأُمَمي لتأسيسِ وتأصيلِ ثقافةِ التسامحِ والتعايشِ السلمي بين شعوب الأرض دينياً وثقافياً وحضارياً، فكاَن مؤتمرُ حوار الأديان.. تلك التظاهرة العالمية الإنسانية التي أوْقَدَ شُعلتَها العاهلُ السعودي المفدى في قلب مدريد حَاضرةِ مملكة أسبانيا، مسْتقطبةً وفوداً جاءت إليها أفْواجاً يمثَّلون مختلف الديانات العالمية ضّمتْهم قاَعةٌ واحدة، ليتَحَاورُوا ويتَشَاوروا بحثاً عن قواسم مشتركة تقربهم ولا تبعدهم، وتجمعهم ولا تفرّقهم، وتؤسَّس لثقافة يتقاسمُها الاعتدال الإنساني والتسامح الأخلاقي بهدف التعرُّف على محاورَ يمكن من خلالها الإتفاقُ لردم جزء من هوة الاختلاف بين تلك الشعوب، ومثْلُ ذلك مؤْتمرُ حوار الحضارات الذي عُقِدَ تحت قبة الأمم المتحدة في نيويورك، وبحضُور كوكبةٍ من قادة العالم، يتقدمهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز مهندس السلم والسلام بين الشعوب)!
* (وجاءت المبادرتَان من قبل العاهل السعودي القائد والإنسان، لتقولُ لشعوبِ الدنيا وقادتها إن المملكة العربية السعودية التي رُبط اسمُها يوماً ظلماً وعدواناً بجريمة الإرهاب عبر بعض أبواق الإعلام الخبيث في بعض أركان الشرق والغرب، هي ذاتُ الدولة التي تسعى ممثلةً في قمة سيادتها التاريخية والإنسانية، عبدالله بن عبدالعزيز، لتؤسَّسَ لعالم جديد متسامحٍ مع نفسه، متعاونٍ مع أطرافه الذين يؤرقهم الحنينُ إلى السلم، وأن يَسنِدَ بعضُهم بعضاً وإنْ تباينتْ بعضُ مواقفهم ديناً وعادات وأعرافاً وإرثاً تاريخياً عبر مساحات مُوغلةٍ في الزمن!
ومضيتُ أقول:
* (انطلق الإنسان المسلم العربي عبدالله بن عبدالعزيز من عمق جزيرة العرب ليدعوَ في قلب مدريد، إحدى حواضر أوروبا المسيحية، إلى السلام المبنى على الفهم، وليبشَّر بفجر جديد من التقارب بين الشعوب المتباينة تقارباً يقومُ على نبذِ الاحتقان في الرأي والاتفاق على منهج مشترك يمكن أن يتشكّل منه عالم جديد نقيَّ من التعصب والتطرف والإرهاب الفكري الذي يفرق ولا يجمع)
* (وقد كرّس الملك المفدى حفظه الله الدور الريادي للمملكة العربية السعودية بحثاً عن معادلة جديدة تحقق قدراً من الوئام بين الشعوب، فزار حاضرةَ الفاتيكان واجتمع إلى بَابَا الكاثوليك في خطوة جريئة وفريدة وغير مسبوقة في العالم الثالث إلاّ ما ندر استقطبت إعجابَ العديد من حواضر الدنيا، وقد استمع البابا خلال ذلك اللقاء إلى حديث مفعم بشفافية التسامح وعقلانية الاعتدال الذي عرف به العاهل العربي الملهم، وكان حديثه عبر ذلك اللقاء، رسالةً مدويةً تلّقتْها الأسماع في كل مكان وهي تدعو إلى تبنيَّ موقفٍ وسطيَّ بين الشعوب المتباينة، يؤسَّسُ لفجر جديد تشرقُ شمسُه بالفهم والاعتدال والاحترام المتبادل لثوابت الشعوب وخصوصياتها، وتَعمرُ أركانَه المحبةُ والصّفّاء والعيشُ المشترك)!
ثم ختمتُ المداخلةَ بالكلمات التالية:
(ذلك باختصار ما فعله ويفعله زعيم الاعتدال الإنساني في عالم مشحونٍ بالمصالح مضطربٍ بالأطماع والغايات، ذلكم هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، الذي رسم بأفعاله وأقواله، صورةً مبدعةً ومشرقةً لديننا الإسلامي الحنيف ثم لبلادنا الغالية في كل حاضرة زارها، وكل قوم أو قادة التقى بهم في ديارهم أو على أرض المملكة العربية السعودية).