في برنامج (خبايا) أكد الشيخ عبد المنعم المشوح مدير حملة السكينة لمناصحة المنخرطات في الفكر المتطرف بقوله:(بحسب المعطيات التي لدى الحملة والمعلومات التي جمعتها بعد حصر المواقع المتبنية فكر القاعدة؛ أظهرت أن النساء يُدرن 40% من مواقع الإنترنت الخاصة بتنظيم القاعدة، فضلا عن مشاركتهن الجسدية من خلال التفجيرات في العراق، وأغلب النساء اللاتي يتبنين هذا الفكر يتواصلن بالإنترنت مع هذه التنظيمات)، برغم أن التنظيم يأنف من دخول المرأة أو مشاركتها فيه! وهو ما يتناقض مع صورة المرأة في فكر تلك التيارات مثل كل فكر متشدد ومتطرف، إلا أنه كان مفاجئا ظهور أسماء نساء لديهن انتماء كامل أو جزئي في هذا التنظيم بعد أن تم القبض عليهن رسمياً وتقديمهن للمحاكمة.
وإن كان التنظيم قد فشل محليا في تجنيد المرأة جسديا فإنه بلا شك قد نجح في تجنيدها فكريا وفقا لتصريح مدير حملة السكينة استنادا على ما يدعى بالخصوصية الاجتماعية الذي يشجع على الكتابة بالاختباء تحت أسماء مستعارة، وعدم البوح باسم المرأة أو ظهورها في العلن!
ونشط تنظيم القاعدة في استخدام الإعلام الجديد لتمرير أفكاره حيث انتشرت مواقع إلكترونية تدعو للجهاد وتدعم القاعدة بأسلوب غير مباشر وموجه للمرأة بالذات، فدشّن منتدى الخنساء الذي تحول لمجلة عام 2004م بحسب ما أشار إليه الشيخ المشوح في معرض حديثه عن (حريم القاعدة) وكانت المجلة تباع في مدارس البنات حيث تقوم مندوبات المجلة بإقناع المعلمات للاشتراك فيها بأسعار رمزية، بدعوى تثقيف المرأة المسلمة بأمور دينها، وأن ريعها يُصرف لبناء مساجد وتعليم أبناء المسلمين القرآن الكريم، وهداية اليهود والنصارى الضالين! ولا تغادر المندوبةُ المدرسة إلا وقد حصلت على اشتراكات مالية من أغلب المعلمات وحتى المستخدمات! وكله لأجل الإسلام، والإسلام منه بريء!
وما يدهش ويؤسف له؛ تجاهل المجتمع كل تلك المعلومات الموثقة بأسماء النساء بل وإيجاده التبريرات لها، تارة بدعوى الجهل وتارة بالتغرير وتارات باتباع الزوج الذي تجب طاعته! ولم يُشَر للأسماء الصريحة لأولئك النساء ولم يتم تداولها في الصحف الإلكترونية أو أجهزة التواصل الاجتماعي، كما لم ينكر أصحاب الفكر المتشدد سلوكهن وخروجهن على إجماع المسلمين وطاعة ولي الأمرلا تصريحا ولا تلميحا، ولم تطلق النكات والدعابات السخيفة على أفعالهن المشينة وأفكارهن الشيطانية وأساليبهن التدميرية باستغفال الناس وجمع الأموال الطائلة لتمويل التفجيرات وتكفيركل من خالفهن! بينما نشط المتشددون في استنكار تعيين سيدات في مجلس الشورى حيث قال أحدهم (وما عُرف حق المرأة في البيعة بمعنى الاختيار والانتخاب، ولا تنصيبها مستشارة في قضايا الأمة إلاّ في عهود الاستعمار، وظلام الاحتلال!) ناهيك عن تبادل عبارات السخرية والتقليل من شأن المرأة المتعلمة والجزم بانتفاء وجود المرأة الحكيمة التي يمكن أن تكون مستشارة أو عضواً فاعلاً في المجتمع!
rogaia143@hotmail.comwww.rogaia.net