لن يعيد للقضية الفلسطينية زخمها وقوتها ويجعلها تحتل المساحة التي تليق بها من الأهمية على طاولة القضايا العربية والإسلامية والعالمية، كما كانت من قبل، سوى المصالحة بين كل الفصائل الفلسطينية المختلفة، وعلى رأسها «فتح وحماس»، وذلك من أجل فلسطين وحدها، ومن أجل مواجهة التعنت الإسرائيلي، والصلف الصهيوني الذي يبديه قادة هذا الكيان البغيض، كما يبدو ذلك جلياً في إصرارهم على الاستيطان وفرض شروطهم على الفلسطينيين، ووضع شروط لبناء دولة فلسطينية، وفق مواصفات إسرائيلية، كشرطهم في ولادة دولة بدون جيش، ومن يقبل من العرب أو الفلسطينيين بتلك الإملاءات الإسرائيلية؟
في الظرف الراهن، لا يوجد عربي مسلم يرى ذلك الانقسام بين أبناء فلسطين إلا ويحزن، لأن ذلك الخلاف الأخوي يجعل العدو الإسرائيلي ينام بدون خوف، ويزيد في تجبره وفرض شروطه التي يريدها فهو يريد كل شيء «الأمن والأرض والسلام والاقتصاد والتنمية» كل شيء يريده، وهو المحتل لأرض هو أول من يعلم أنه محتل لها، لكنه وجد جميع الظروف مهيأة لاحتلالها، بينما كل شيء يحرمه على الفلسطيني الأمن والسلام والدولة والتنمية، ولا يمكن لعاقل أن يصدق أن إسرائيل أو أميركا يهمها إصلاح أحوال الفلسطينيين، ولو أرادتا تحقيق السلام لوجد السلام طريقه سهلاً إلى منطقة الشرق الأوسط، بدون حروب، وبدون استخدام الفيتو الذي يزيد عنت إسرائيل وتسلطها على أصحاب الأرض الأصليين، كما أن تفرق الفلسطينيين ليس وحده من يجعل العدو الإسرائيلي ينصرف عن مبادرات السلام ويحاول الانفراد بالفلسطينيين، بل حتى الخلافات العربية تريح العدو حينما يرى تمزق وحدتها، وما تعيشه بعض دول العرب من الربيع العربي الذي ندعو الله أن تنتهي أحوال العرب فيها إلى خير، وتجد تلك الدول السلام والأمن الذي يكفل لشعوبها أن تعيش بحرية ونماء وازدهار.
Faya11@maktoob.com