فاصلة:
((ينبغي للمرء أن يحيا لا أن يوجد فحسب))
- حكمة يونانية-
وأخيرا صار لأطفالنا مثل بقية أطفال العالم فعاليات ثقافية رسمية.
سعدت جدا عندما قرأت خبر افتتاح فعاليات الملتقى الدولي لثقافة الطفل في دورته الأولى تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وافتتحه معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة. لن امتدح الوزير فسياسته داخل وزارته وخارجها كرجل الثقافة في بلدنا تغنيه لكني فقط أريد أن أشكره لهذه الخطوة الرائدة.
هذا هو جزء من دور وزارة الثقافة والإعلام المأمول تجاه ثقافة الطفل. الملتقى يحتوي على محاضرات وورش عمل ومسرحيات وتكريم للرواد وجوائز، وأهم ما فيه هو أنه موجّه للأسرة ونحن نعرف كيف أن الأسرة السعودية بحاجة أن تشعر بتقاربها في حضور الفعاليات الثقافية وسواها، فوقت الترفيه عن الأطفال لا يمكن أن يكون مع الخادمات في الأماكن الترفيهية أو مع الأم والأب فقط في مجمعات تجارية.لا بد أن تعتبر الأسرة الثقافة جزءا من حياتها وأن يكون الطفل مستأنسا في حضور المسرح وسط أفراد أسرته.المبهج أن هذا الملتقى سيكون سنويا والاستمرارية مهمة جدا لتطوير مثل هذه الفعاليات التي يعتبر تنظيمها جديدا على وزارة الثقافة والإعلام.
أود أن أشير إلى أن التغطية الصحفية عبر الصحف المحلية لم أجدها كافية، لكن موقع الملتقى http://ricbc.com بالفعل يعطي زخماً من المعلومات عن الملتقى وفعالياته.
أشدّ على يد كل مشارك ومشاركة للاهتمام بثقافة الطفل في وقت بدأت الأجهزة الاليكترونية تختطف الأطفال من عالم الكتاب.
لذلك الأفضل بدلا من استسلامنا للغزو الاليكتروني خاصة في مجال الألعاب والترفيه، أن نحبّب الأطفال في الكتاب والسينما والمسرح لأن الفنون لا تقتصر مهمتها على الترفيه عن الطفل بقدر ما تحمل العديد من القيم التي يمكن تمريرها إلى وجدان الطفل لتبقى فيه بعيدا عن طرحها في شكل توجيهات ونصائح مباشرة لم يعد لها مكانا هذا العصر.
من القلب أرجو لهذا الملتقى النجاح والاستمرارية لأن أطفالنا بحاجة إلى مثل هذا الاهتمام ونحن مهيئون لمثل ذلك.
nahedsb@hotmail.com