|
يقول الناقد أ. عبدالله السمطي في كتابه الجديد «بنية القصيدة الحديثة في شعر إبراهيم العواجي»: تتوزع تجربة الشاعر الدكتور إبراهيم العواجي حول فضاءين جوهريين يمثلان البنية الدلالية للقصيدة عنده:
الأول: فضاء القصيدة الذاتية الرومانتيكية التي يعمد فيها الشاعر إلى تحريك رؤيته الشعرية عبر مجموعة كثيفة من الدلالات الرومانتيكية التي يعمد فيها إلى تحريك رؤيته الشعرية عبر مجموعة كثيفة من الدلالات الرومانتيكية التي تشكلها تجربة الحب، ورصد صورة المرأة في مختلف تجلياتها الوجدانية، وهو بذلك يشكل معجماً شعرياً ذاتياً أثيراً لديه، هو هذا المعجم الذي يعالق بين الذات ومكنوناتها من جهة وبين الواقع الوجداني -إذ صح التعبير- من جهة أخرى الذي تمثله قيم الحب والوجدان والعاطفة وحضور المرأة - الحبيبة.
والثاني: فضاء القصيدة الوطنية وهو فضاء يتسع للتعبير عن الأحداث والمواقف الوطنية في المملكة وفي الوطن العربي والتعبير عن موقف الذات الشاعرة حيال ما يفرزه الواقع العربي من قضايا.
ويقول المؤلف: إن قصيدة «المداد» ذات أهمية دلالية بارزة في تجربة العواجي الشعرية.
والقصيدة تقول:
مليون عام
قبل أن أكون
أو تكوني
كنا مداد الحب
في قصائد الحيتان
والرعاة
وابجدية السنين
كنا ضياء
قرمزيا
يوافق الرياح
والنجوم
والسحاب
ويختبئ في بسمة العيون
تستمد قصيدة «المداد» عناصر تجليها الدلالي من خلال تكوينها الذي يتكئ على دالة الزمن فالزمن هو المكون الدلالي الأول في هذه القصيدة الذي تتفتح فيه تجربة الحب داخل النص.
وتحت عنوان «عناق الذات والعالم» قال المؤلف:
تنجدل الكتابة الشعرية عند العواجي عبر ضفيرة غنائية درامية، يتم فيها مزج مكامن الذات بما هو موضوعي واقعي، وإذا كان ما يرتبط بالذات موضوعياً يتمثل في البعد المونولوجي الغنائي باعتبار أن الذات الشاعرة تنكفئ في لاوعيها أو في وعيها الكامل للتعبير عن حالات من الغبطة أو الشجن أو الحنين تعبيراً حميماً يتجلى في الحقول الدلالية التي تبرزها النصوص وفي إيثار الجانب الإيقاعي المتماوج تبعاً للحالة النفسية لهذه الذات.