لا يجد التشكيليون الشباب إلا الاستعاذة بالله من شرور بعض من يحيط بهم ويكيل لهم العداء، مع أن هؤلاء الحساد لا ينقصهم شيء من التأهيل العلمي العالي أو الشهرة في هذا المجال، لكنها الغيرة مما يمتلكه غيرهم، هؤلاء (البعض من الحساد) يصيبون بغيرتهم كل ما يقع تحت نظرهم أو سمعهم، خصوصا ما يحظى به الأجيال الشابة من تميز، الجيل الذي يفخر به الفن التشكيلي، ويعتز به الوطن، طاقات جديدة، طموحة، متفاعلة، منافسة، تسرق النوم من أجفان منافسيهم، وتشعرهم بالموت البطيء، ما دفع أولئك الحساد إلى البحث عن أخطاء لا تخلو منها أي تجربة، مع علمهم أنه لا مفر منها عند وضع الخطوة الأولى لأي عمل، نسوا أن بداياتهم لا تزيد أو تتفوق على هؤلاء الواعدين، بل تتساوى إن لم تكن أقل، يحتفظون ببقاياها في زوايا منازلهم كإرث فني متهالك، لم يعد صالحا لزمن ديناميكي العطاء، لم يتوانوا في التقليل من جهود غيرهم، سعوا لقص أجنحة طرية لطيور لها في سماء إبداع الوطن مساحة تمنحهم حق الارتقاء، والصعود نحو القمم، يصدمهم قيام هؤلاء الشباب لفعالية أو نشاط، وتخيفهم مشاركتهم لهم في أي محفل، يرون في تشجيع الناشئة تقليل من منصب، يؤلمهم قراءة تعليق جميل، أو إشادة لرفع معنوية، أخفى أولئك الحساد إخفاقاتهم المعروفة، خلف طرح أرائهم الجارحة لتجارب جيل يسير نحو مستقبل مشرق مليء بالنجاح، براعم يانعة تبحث عن أرض خصبة لتنبت سنابل جديدة، تترقب غيث الإشادة والتشجيع ليروي ظمأ طموحها، تبحث عن ضوء شمس يمثله نقد هادف لا يجرح الوريد، ومديح صادق لا يدفع للغرور.
تلك هي حال الحساد، يسعدهم من يشاركهم عداءك، ويعادون من يسعدهم قربك، يطربون لذكر العيوب وتعجز ألسنتهم عن الإشادة والثناء.
monif@hotmail.com