عنـدما أهدى الملك عبداللـه نساء السعودية قراراته الملكية الأبوية التاريخية من حيث السماح لهن بالمشاركة في مجلس الشورى ومجالس البلديات في يوم الأحد 27 - 1- 1432 مشاركة فاعلة، وكان ذلك في الاحتفال الوطني 81 لبلادنا، فإنه أكسب الحدث فرحة لا وزن لها. لذلك كانت ردود الفعل المحلية والدولية غير متوقعة لدى جميع الأوساط وخاصة النسائية، وما زال الوسطان الاجتماعي والإعلامي أكثرهما تداولاً وتفاعلاً لتلك القرارات، من حيث ماذا سيكون مصير المرأة المشاركة خاصة في الشورى هل سيتم قبولها روحاً وفكراً أم ستكون مجرد اسم على ورق ومستشارة من خلف ستار؟!
أيضًا التوقعات العالمية لم تستوعب فوز الناشطة السياسية والإعلامية اليمنية توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام لعام 2011م، وقد تكون توكل بنفسها لم تتوقع هذا الفوز خاصة أنها تلقت الخبر وهي تجلس في خيمتها بساحة تجمع بها شباب اليمن الثائرين ضد حكومة علي صالح، كما أنها كانت تحت التهديدات بالقتل في بلادها! لكن الذي يساند من مكانتها الحقوقية بأن سيرتها التاريخية حافلة بأحداث وطنية تؤكد حرصها على محاربة الفساد، وبها تستحق أن تكون ناشطة حقوقية قلباً وقالباً لأنها تسعى لمصلحة وطنها بأطفاله وشبابه ونسائه! وبالرغم أن «توكل» متزوجة وأم لابنتين وولد، لم يمنعها ذلك بأن تكون رئيسة لمنظمة صحفيات بلا قيود منذ عام 2005م، وعضواً في مجلس الشورى في التجمع اليمني للإصلاح، وكاتبة صحفية في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية منذ عام 2001م، ومدربة في مجال مكافحة الفساد وحقوق الإنسان والمهارات الإعلامية، وحاصلة على شهادة المرأة الشجاعة من السفارة الأمريكية للعام 2009م، وقد تم ترشيحها من قبل «مراسلو بلا حدود» ضمن سبع نساء في العالم قمن بالتغيير، وذلك لجهودها في الدفاع عن حقوق النساء ولجهودها في تحقيق السلام.
كما أن المفرح في فوز توكل كأول امرأة عربية بأن فوزها هدية لجميع النساء العربيات المكافحات من أجل السلام الأسري لمنازلهن، والسلام العاطفي لأبنائهن، والسلام الزواجي في حياتهن، والسلام الاجتماعي لغيرهن من النساء المظلومات والمسلوبات في حقوقهن المشروعة لهن، لأنهن بلا شك سيحققن السلام الوطني لبلادهن والذي تنشده جميع دول العالم من أجل العيش بسلام! وأعتقد أن الكثير يتمنى في هذا الوقت بالذات استنساخ أكثر من شخصية تماثل شخصية «توكل» لكي تكون عضواً فاعلاً لدينا في مجلس الشورى ومطالبها نابعة من معايشتها للواقع الفعلي للأسر المحتاجة لوقفتها الإنسانية معهم، خاصة بعد إعلان حاكم بلادنا فتح المجال لهن للمشاركة الفعلية وليست التنظيرية فقط! ولا خاتمة لدي أفضل من تعليق للرئيس الأمريكي أوباما على فوز النساء الثلاث بحائزة نوبل ومنهن توكل بقوله «عندما نفسح المجال أمام وصول النساء إلى سدة المسؤولية فإن الجميع سيكون مستفيداً، وأن البلدان التي تحترم مساهمة النساء تحقق نجاحات أفضل من تلك التي تحجم عن ذلك».
ورسالة أخيرة إلى الناشطة توكل «توكلي على الله لتحقيق رسالتك الإنسانية والنماذج النسائية العربية المشرفة مثلك لن تقف صامتة أمام كل فساد يعيق وصولها».
moudy_z@hotmail.com