كل ما قلت هانت جدَّ علمٌ جديد.. هكذا قدرنا مع الانضباط ولوائح الانضباط.. تحوّلت إلى جدل مستمر وقضية تتجدد كل موسم.. الفشل في زرع وتثبيت الانضباط في الملاعب الكروية وخارجها.. ليس راجعاً فقط إلى خلل في مواد لائحة الانضباط.. المشكلة كانت في تطبيقها وعدم الحزم في التطبيق أو التباين في التطبيق في حالات متشابهة.. مجاملة لاعبين والحزم مع غيرهم.. مثلاً في الموسم المنصرم وقبله خرج لاعبون ينتمون لنادٍ معين في تصريحات فضائية صريحة تشكك بذمة الحكم.. ومع هذا لم تُطبق عليهم اللائحة!.. فهل تُطبق عليهم لو تكررت منهم التصريحات وقد تضاعفت العقوبات؟!!
مواد اللائحة الجديد.. افتقدت روح القانون أو النّفَسَ الرياضي.. لأن التفاعلات الرياضية لا يمكن التعامل معها بهذا القانون الجاف.. أو 1 + 1 = 2.. فكثير من حالات عدم الانضباط تظل تقديرية وغير مجزوم بها!.. ما هو مدى الاعتداء على الحكم كيف سيُفسر أو كيف يمكن تعريفه ووصفه.. لأن الاعتداء درجات فهناك لمس الكتف والدفع الخفيف هل يُصنف اعتداء؟..
قسوة العقوبات قد يضعف تطبيقها ويثير إشكالات أكبر.. فلائحة بعقوبات متوسطة وتُطبق بحزم خير من لائحة حازمة جداً قد يتردد في تطبيقها لأن وقعها شديد..
مثلاً: رأينا هذا الموسم معاقبة الشغب الجماهيري بعقوبات مادية.. ومع هذا حدّ من هذه الظاهرة والعقوبات تلقى قبولاً جماهيرياً.. لكن لو كانت العقوبات كالسابق.. نقل للمباراة فقد كان سيثير ردود فعل كبيرة واعتراضاً حاداً..
من سلبيات اللائحة تدخلها في صميم قانون كرة القدم.. وإضافة عقوبات أخرى.. كما يحدث عند منع هدف باليد.. مع أن هذا فاول احترافي وجزء من اللعبة.. ومثل هذه العقوبات قد يتضرر منها حتى المنتخب.
أيضاً إيقاف اللاعب بكرتين وإن رُحّل القرار إلى الموسم المقبل.. مثل هذا القرار سيلقي بظلال سلبية على اللاعبين في المباراة.. وسيجعلهم يلعبون بتوتر وقلق.. وسيكون كل كرت أصفر قضية لوحده.. وليست الإشكالية الإيقاف ولو بكرت واحد الإشكال هو أن نسبة كبيرة من الكروت تكون غير صحيحة.. والمشكلة أن يتباين قرار الحكم في مباراة واحدة في حالتين متشابهتين.. ينذر في حالة ويتجاهل أخرى وقد يكون الخطأ فيها أكبر.. فالكرت الأصفر بهذه الحالة سيكون موضوعاً دسماً للإعلام..
وبرأيي أن الانفلات من خلال وسائل الإعلام والفضائيات والبرامج والتصريحات.. هو بؤرة أو وقود الشغب والاحتقان داخل الملعب وخارجه.. لا بد من وضع قواعد مشددة في نوعية الأشخاص الذين يتم استضافتهم من خلال البرامج الرياضية التي غدت سلبياتها تفوق إيجابياتها بكثير..
نبش ما دُفن
اتحاد الكرة منظومة رياضية لها ثقلها ومكانتها التي تستمدها من سلطة الدولة.. ولها هيبتها الاعتبارية والتي تجعل منها أكبر من أن تُجر أو تُسحب إلى التعامل مع وسائل إعلامية موجهة ولها أجندتها الخاصة!.. لم نكن نرغب أن نرى اتحاد الكرة بجلال قدره يتحرك بتأثير برنامج خارجي.. من الذي منح المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة الضوء الأخضر للتجاوب مع برنامج استهدافه للكرة السعودية مكشوف.. برنامج قال عنه الأمير نواف بن فيصل: (هذا البرنامج يستهدف الكرة السعودية مستخدماً أدوات سعودية).. وبسبب هذا الاستهداف تم حرمان القناة من نقل مباريات الدوري السعودي..
فما الذي تغيَّر الآن.. فهذا المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة يتواصل معهم ويستهدي بأفكارهم النيرة!. ويعلن فتح قضية سبق أن أعلن أنه تم إغلاقها وحفظها رسمياً.. لعدم توفر أركان الخطأ التي تدين اللاعب ولأن طرفاً أصلياً في القضية هرب ولم يعد!!..
المتحدث الرسمي بهذا التجاوب والاتصال خدش هيبة اتحاد الكرة ومنح قيمة لمن لا يستحقها بعد أن اتضحت أهدافهم المشبوهة.. برنامج خارجي صار مرجعاً لقرارات اتحاد الكرة ويحدد ما يناقش وما لا يُناقش.. وإذا المتحدث الرسمي انبهر من (فوتشوب الشبيح) وطلب أن يتواصل معه بعد البرنامج.. ففيه شباب سعودي كفؤ ومحترف في مثل هذه التقنية.. كشفوا كذب هذا الخبير الذي تحدى العالم.. لأنه يعلم أنه لو جاء أحد وطلب الخروج بالبرنامج ليتحداه لرفضوا.. فلماذا لا يتواصل دياب مع هؤلاء الشباب ويستفيد من خبرتهم تشجيعاً (للسعودة)..
أخيراً أريد التنويه إلى أنني لا أتابع هذا البرنامج منذ أكثر من موسم والله يشهد.. ولكن قرأت وسمعت بعض ما دار وعلقت بناء على ذلك..
قبل قفل هذه الفقرة.. إذا القضايا المغلقة يمكن نبشها من جديد.. فهناك العشرات من القضايا التي حفظت نطالب بنبشها.. بداية بنبش قضية المنشطات التي روّج لها هذا البرنامج والتي اتهم بها بعض لاعبي المنتخب ومعاقبة من دفع بهذه التهم بعد أن اتضح كذبها..
أسامة.. هل يحسبها صح؟
ليس معروفاً بدقة كم قدَّم الهلال لأسامة لتجديد عقده.. ولكن المؤكد حسب ما يتسرَّب أنه مبلغ كبير.. لو قيل قبل 10 أعوام إن ربعه سيدفع للاعب سعودي لاتهم قائله بالجنون.. برأيي أن تأخُّر أسامة بحسم عقده ليس من مصلحته فالأعمار بيد الله.. واللاعب قد يُصاب لا قدَّر الله إصابة قد تقعده.. ورفض مثل هذه العروض هو نوع من التهور والتفريط بالفرص النادرة..
رغبة أسامة بالاحتراف الخارجي هي طموح مشروع.. ولكن هذا الطموح قد لا يكون متسقاً مع وضعه الحالي وقد يكون تأخر.. ولا يمكن تشبيه طموحه بطموح لاعبين عرب وأفارقة نجحوا في أوروبا لسببين:
هؤلاء اللاعبون العرب والأفارقة عندما هاجروا لأوروبا كانوا يقبضون في بلدهم مرتبات زهيدة تعادل ألفي ريال في العام.. ولم يترك اللاعب خلفه 20 مليون ريال.. فضلاً عن أنهم ذهبوا بأعمار مبكرة وبدؤوا من أندية صغيرة ومن الأسفل.. والحاجة والجوع المادي جعلهم يثابرون ويصابرون ليتدرجوا خلال الأعوام حتى وصل القلة منهم إلى الأندية الأوروبية الكبيرة.. أسامة متشبع مادياً.. سيهاجر إلى أوروبا بسن متأخرة نسبياً قد لا تسعفه في الوصول لنادٍ كبير.. على كل حال الكرة بملعب أسامة وهذه حياته..
ضربات حرة
- المنتخب على أعتاب مباراة مصيرية.. وأحد الجهلة يفرد مقالاً كاملاً للتهجم على لاعب المنتخب ياسر القحطاني ويطلب عدم مشاركته.. وهذا تمهيد لتحميله أي نتيجة سلبية لا قدَّر الله.. خصوصاً بعد عودة لاعب ناديه المفضل.
- استغلوا (شارة الكابتنية) للإيقاع بين لاعبي المنتخب.. ولما تم نقل الكابتنية للاعبهم المفضل!!.. بحثوا عن طريقة أخرى لإثارة الحزازات والشقاق بين اللاعبين فظهرت سالفة الاستقبال بالمطار.
- هؤلاء الحريصون على حرث موضوع (صورة الفوتوشوب).. أينهم عن موضوع تهمة الرشوة بين الوحدة ونجران؟.. ولماذا اتحاد الكرة لا يفصح عما وصلت إليه التحقيقات؟!.. أم أنها حفظت ولماذا؟..
- معقولة يتوقف الفحص عن المنشطات في الدوري المحلي.. لأن هيئة دوري المحترفين لم تُسلم اللجنة مستحقاتها المالية؟!.. كل شيء إلا فحص المنشطات.. لا بد من عودته سريعاً..
- مُنحت الفرصة لمدير الكرة للخروج في البرنامج ليشتكي ويطالب برد الاعتبار من الحكم الذي أبعده للمدرج.. طيب لماذا لا يتيحون الفرصة للاعب الفتح الذي طُرد ظلماً (باعتراف المهنا) للخروج والتصريح والمطالبة برد الاعتبار..
- من خلال شريط الشاشة ضيوف برنامج (الملعب) هذا الأسبوع ثلاثة نصراويين وثلاثة اتحاديين وأهلاوي واتفاقي ومسئول في إحدى اللجان.. أين الصوت الهلالي.. أم يوجد حظر؟؟
- قال لي شخص إنهم في البرنامج المشبوه تحدثوا عن إيقاف الصحيفة المسؤولة عن (فبركة الصورة) وانتقدوا ذلك.. وإنه بحث في (النت) فوجد الصحيفة تعمل.. قلت هكذا هم يتقاذفون الكذبة فيما بينهم بكل ابتهاج وسرور.. ولكن لماذا المتحدث الرسمي لم يكشف كذبتهم؟
- ما المانع من تخصيص حكمين بجوار المرمى في مباريات الدوري.. بهذا سنحل مشاكل تحكيمية كبيرة وسنقضي حتى على تحايل بعض اللاعبين في الاستعانة باليد لتسجيل الأهداف.. وحتى مساعدة الحكم في رصد الأخطاء داخل منطقة الجزاء.
- علمت مؤخراً أن الكاتب عدنان جستنية كان قد أعلن التحدي أنه سيعتزل الكتابة الصحفية وسيهجر الوسط الرياضي لو هبط الوحدة.. وهبط الوحدة وما زال الأستاذ يكتب ولحس كلامه!!.. من لا يكون على قدر التحدي فلا يتحدى.