الصلاة هي عماد الدين، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة والعهد بيننا وبينهم الصلاة، فهي ميزة كريمة للمسلمين في تأدية شعائرهم، وما من شك أن المسجد كان ذلك المكان الطهور الذي تلتئم فيه صفوفهم لتأدية أوقات الصلاة الخمس في كل يوم وليلة.
ولهذا نرى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أول ما وصل إلى بوابات المدينة المنورة وفي بلدة قباء بنى مسجد قباء ليكون أول مسجد أسس في الإسلام قبل أن يصل إلى المدينة المنورة، ويبدأ مباشرة بتأسيس المسجد النبوي الشريف.
وقد حث القرآن الكريم على بناء المساجد والحسنات الجمة لأولئك الذين يداومون على الصلاة في جماعة المسلمين ويتسابقون على الصفوف الأولى في المساجد، ولهذا قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ } التوبة18.
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من بنى مسجداً لله بنى الله له بيتاً في الجنة).
فأي شرف بعد ذلك، ومن هذا الشرف خدمة المسجد وخير دليل في سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم عن المرأة التي كانت تقوم على المسجد (أي تعمل على نظافته) بعد أن فقدها فقيل له صلى الله عليه وسلم إنها ماتت فقال ألا آذنتموني، وطلب عليه الصلاة والسلام بأن يدلوه على قبرها للصلاة عليها، فانظر مدى أهمية خدمة المسجد ورعايته.
فإذا كان الدين الإسلامي العظيم يدعو للنظافة والحرص عليها والمأثور (النظافة من الإيمان) فإن المساجد من باب أولى، وقد لفت نظري ما تفضل به الأستاذ بدر الراجحي في مقاله المنشور في جريدة الجزيرة في شهر رمضان المبارك حول طرح فكرة سعودة العاملين بالمسجد الحرام، وهي فكرة صائبة ورائدة، تمنى تحقيقها ليس في المسجد الحرام فقط بل في المساجد كلها سواء كان ذلك المسجد النبوي الشريف، أو في مساجد المملكة على اتساعها، فالمشاهد وحسب الأعداد الكبيرة للمساجد التي تفخر بها بلادنا موطن الإسلام والمسلمين وعليه فإنني أسوق الاقتراح التالي:
1- قيام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بسعودة العاملين في المساجد كلها وذلك بإتاحة الفرصة للسعوديين للعمل كحارس مسجد أسوة بما هو موجود في المدارس، على أن تقوم الوزارة بتأمين سكن مناسب للحارس ولعائلته، ويمكن أن يتحقق ذلك بوضع شرط إضافي لمن يريد بناء مسجد بإضافة مسكن للحارس وفي حالة عدم وجود ذلك وخاصة في المساجد التي تم بناؤها وحصل الإمام والمؤذن على مسكن، فإن الوزارة ستتدبر حلاً بحيث يتم تقسيم تلك المباني على الجميع.
2- قد يكون من المفيد والحسن أن توظف زوجة الحارس للقيام بدور نظافة المرافق العامة للمسجد وسيؤدي ذلك لو تحقق للمساعدة في سد الحاجة للكثير ممن يطلب الالتحاق بالعمل.
3- لعل في وضع كادر خاص لراتب عامل النظافة في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بشكل خاص يكون محفزاً للالتحاق بهذه الوظيفة المشرفة ديناً ودنيا.
alromis@yahoo.com