حتى وإن وُجد مَنْ يندس بين التظاهرات السلمية في مصر لتنفيذ مخططات تفجير الأوضاع، وجعل الأجواء متوترة، والعمل على نشر الفُرْقة والفتنة بين أبناء المجتمع الواحد، فإن مصر قادرة - بعون الله - ثم برجالها وقادتها ومفكريها ومؤسساتها الدينية والمجتمعية على تحصين المجتمع مما يُخطَّط له، ولَفْظ المندسين وإبعادهم عن الحضور في المناسبات التي تهدف إلى تحسين الأوضاع وليس إلى تفاقمها في هذه المرحلة الحساسة في تاريخ مصر.
ردود الفعل التي أعقبت أحداث ماسبيرو أظهرت أن النخب الدينية والفكرية قادرة على معالجة أخطاء المتشددين والمتطرفين والمندسين الذين يستغلون كل مناسبة لإضعاف دور مصر.
فردود الفعل التي صدرت عن الكنيسة القبطية، التي تميزت عبر تاريخها الطويل بالمواقف الوطنية الإيجابية، والتي قابلها تحركات إيجابية من الرموز الإسلامية، ممثلة في الأزهر وقادة العمل الإسلامي والنخب السياسية، أكدت أن الجميع يدركون طبيعة المرحلة التي تمر بها بلادهم، وأنه لا مجال للمزايدة في مثل هذه الظروف واستغلال الحادثة لتحقيق مصالح تخدم طائفة معينة على حساب الوطن، مع تأكيد أن المساواة في الواجبات يلزمها الالتزام بالحقوق، وحق الوطن دائماً مقدَّم على مطالب الطائفة، حتى وإن شعرت بالغبن، إلا أن هذا لا يعني تجاهل المطالب المشروعة التي تُشعر المواطن - مهما كان انتماؤه الديني - بأنه شريك في الوطن، وله ما لأخيه من الديانة الأخرى، إلا أن على الجميع أن يراعوا المرحلة التي تمر بها مصر الآن، والتي تتعرض فيها لأخطار جمة، والتي تتطلب من جميع المصريين أن يقفوا جميعاً صفاً واحداً للحفاظ على وطنهم متماسكاً في مواجهة مخططات الأعداء الذين عادة ما يستغلون أي ثغرة للتسلل إلى النسيج الاجتماعي الذي يُعَدّ البنية الأساسية لوحدة الوطن.
حمى الله مصر.. مصر العزيزة على قلب كل إنسان عربي ومسلم، وجميعاً نبتهل أن يعيد الله لها استقرارها وأمنها؛ لينعم الجميع بخيرها وبقوتها وحضورها الاستراتيجي الذي يُعَدُّ مقياساً لقوة المسلمين والعرب جميعاً.