كنت أقف دائماً في خانة أكثر المتفائلين بنجاح الثورة المصرية السلمية التي خلت من العنف وخلت من الولاء لجهات خارجية وبدأت ببذرة مطالب مستحقة للشباب المصري، تنامت وتيرتها وتعالى سقف مطالبها المشروعة وانتظمت صفوفها بسبب سوء استخدام السلطة من قبل الشرطة وتحولت بعد سقوط الأبرياء إلى ثورة غير مسبوقة بكل دول العالم على مر التاريخ.
فما الذي حدث في ماسبيرو بين الأقباط وبين الجيش المصري؟
هل هي محاولة جديدة من الفلول السابقة لزرع فتنة طائفية تحرق أرض الكنانة؟
في مصر عقلاء وعالمون ببواطن الأمور فاللقاء الذي عقده مجلس الأزهر والجلسات التي جمعت بين البابا القبطي ومشائخ الأزهر توحي بالفأل في احتواء الأزمة والذي أصدر توصياته بسرعة إقرار قانون دور العبادة الموحد.
الهوية الوطنية والانتماء لوطن واحد وتجاوز الاختلاف الديني هو ما سينقذ مصر بعد توفيق الله من اندلاع فتنة طائفية لا تبقي ولا تذر خاصة في ظل تطلع الأقباط للاستفادة من الثورة في تعديل أوضاعهم وكذلك في ظل تطلع بعض الحركيين الإسلاميين للاستحواذ على السلطة وفرض وصاية سلطوية على كافة التيارات والأقليات.
مصر تعيش اليوم مرحلة دقيقها من تاريخها وعلى شعبها اليوم أن يثبت بأنه شعب قادر على الخروج من صندوق الاختلافات والخلافات ويتوجه إلى صندوق الانتخابات تحت مظلة مصالح مصر ومن أجل أمن وتطور وازدهار ورفاهية كل مواطن في أرض الكنانة.
f.f.alotaibi@hotmail.com