فاصلة:
(ليست ثمة ثورة حقيقية إذا لم تهتم بها النساء)
- حكمة عالمية -
لن أتحدث عن فرحتي بفوز امرأة عربية مناضلة بجائزة نوبل للسلام، امرأة ملتفة بحجابها بسيطة يخلو وجهها من أي مساحيق تجميل!
وسوف لن أقرر بأن هذا القرن هو للمرأة في كل مكان .
ولن أسرد لكم سيرة امرأة متزوجة ولديها زوج وأطفال ترعاهم لكنها في ذات الوقت تناضل من أجل بلدها بالمطالبة بحقوق المرأة خاصة وحقوق الإنسان عامة.
لن أحدثكم عن محاربتها الجهل والفقر في مجتمعها دون أن تهتم بتسليط وسائل الإعلام على نشاطها أو تسعى للمتاجرة بقضيتها.
سوف أقتل فرحتي وأخبركم بأن فوز «توكّل» هو تنفيذ لأجندة أمريكية، وإلا لماذا تهتم جائزة نوبل بتوكل في هذا التوقيت؟
وأين إدارة الجائزة عن مناضلات في فلسطين نضالهم ضد العدو الإسرائيلي منذ عقود؟
لن أعتبر فوز توكل بالجائزة بريق أمل لكل امرأة في مجتمع قبائلي مغلق بأن لا تتوقف عن العمل لأجل مجتمعها مهما كانت الصعوبات!
ولن أتحدث عن «توكل» التي حُوربت في مجتمعها ووُصفت بالعميلة لأمريكا ودخلت السجن بسبب مناصرتها للثورة الشبابية في اليمن فهذه أمور اعتيادية تفعلها كل النساء!
سنظل دائماً نقرأ أحداثنا وفق نظرية المؤامرة وأن أمريكا ستحقق أهدافها في تغريب المرأة المسلمة بينما العالم من حولنا يتقدم بفكره إلى نفض الأفكار الاعتمادية على المؤامرة الأمريكية أو الضغوط السياسية..
بإمكاننا أن نعطي دروساً في الإحباط والانكسار في رؤيتنا لمستقبل النساء اللاتي بإمكانهن أن يغيرن مجتمعات بأكملها التغيير التنموي المنشود، فإن فازت النساء قلنا وراء الأكمة ما وراءها وإن ارتكبت امرأة خطأ إنسانياً قلنا هذا نتيجة خروجها للعمل.
لا أعرف إلى متى سوف يظل هاجسنا أن نقولب المرأة بينما الحقيقة أنها خرجت من القالب النمطي والذين لا يعترفون من النساء بهذه الحقيقة هم في الأساس مغيّبون بأن المرأة أساس كل تقدم وحضارة في المجتمع.
يارب رجوتك أن تمنحنا الوعي الكافي والبصيرة النافذة فقط لأجل أن لا نضلل العقول.
nahedsb@hotmail.com