من المعيب والمؤسف جداً أن يكون موقفنا تجاه الترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي هامشياً وتابعاً للآخرين ،كما حدث من قبل في انتخابات سابقة قارية ودولية بدلاً من أن نكون نحن أصحاب المبادرة، وأن نسعى بكل ثقلنا وإمكاناتنا للفوز بهذا المنصب، الأسوأ من ذلك أن يتحول الموقف بأهميته وقيمته إلى مجرد فكرة، وربما مداعبة شخصية كتلك التي حدثت مؤخراً مع ترشح الأمير عبدالله بن مساعد..
المسألة ليست رغبة خاصة مرتبطة بقرار من هذا الشخص أو ذاك، وإنما تتعلق بمصلحة وطن بأكمله، وبالتالي لابد من التعامل مع الترشح على أنه مشروع وطني متكامل يتم فيه اولا اختيار المرشح المؤهل لتولي هذا المنصب بمستوى وخبرة وشهرة الأمير عبدالله في حالة عدم موافقته، وتسخر له كل الإمكانات والدعم المادي والمعنوي إعلاميا وشعبيا وقبل ذلك رسميا ومن مختلف قطاعات الدولة بما فيها وفي مقدمتها القيادة السياسية..
بعد سلمان إلى أين؟!
إذا كان المذيع السعودي اللامع سلمان المطيويع لم يتمكن هذه المرة من ضبط انفعالاته بطريقة تعبرعن ذات الأفكار ولكن بلغة أقل حدة، فهو على مدى سنوات طويلة مضت كان الاجمل بحضوره والمتميز عن غيره بهدوئه واتزانه.. وإذا كان انتقاده لاتحاد الكرة فيه بعض القسوة، ففي المقابل هنالك مطبوعات وقنوات وأقلام ورؤساء أندية وأعضاء شرف قالوا عن الحكام واتحاد الكرة ولجانه ومنتخبات الوطن ما هو أشنع وأبشع، شتموا واتهموا ومازالوا يهاجمون من لا يعجبهم أو يختلف معهم بكلمات مؤذية مهينة فيها من التطاول والقذف والتجريح والكذب الشيء الكثير، ومع هذا هاهم يملؤون الفضاء والأثير والصحف الورقية والإلكترونية ضجيجا صباحا ومساء..
كنا ومازلنا نطالب بإيقاف نزيف فوضى النقد والانفلات الإعلامي، لكن هذا لن يتحقق الا بإقرار لوائح واضحة وصريحة، يكون تطبيقها على الجميع، وبطريقة لا تؤثر ولا تعيق حرية النقد الموضوعي بقدر ما تساهم في توفير ظروف وأجواء إعلامية منضبطة ومنصفة تنقل الحقيقة وتحاكي الواقع والوقائع بلا تزييف أو خداع أو تجن.. ثم قبل أن يتخذ أي قرار عقوبة ضد الإعلامي كما حدث مع الزميل المطيويع لماذا لا يكون هنالك تحقيق عادل وعبر جهة محايدة يتم على ضوئه اما معاقبته وفق اللوائح المشار إليها أو تبرئته وحفظ حقوقه..
نعامة الوصل وأسد إيمانا
في السياق ذاته، ومع تزايد ظاهرة فوضى النقد التي أنتجت ما نحن عليه من احتقان مدمر للمنافسة الشريفة ولنقاء وجمال وإمتاع الرياضة، ها هو مدير قناة رياضية يطلب من رؤساء تحرير بعض الصحف المحلية التدخل لمنع الأقسام الرياضية في الجريدة من نشر أي نقد يوجه للقناة.. تخيّلوا قناة غير سعودية تفرغت أسبوعياً وبترصد فاضح وبانتقائية مكشوفة للنيل من أسماء وأندية وجهات بعينها، وتسمح لنفسها بأن تقول كل شيء وتفتري على من تريد بينما لا تتحمّل أن يُقال عنها أي شيء.
مفهوم النقد عندها يجعلها تتحمس بشدة وتستفز كل قواها وطاقاتها بأثر رجعي لإدانة ومحاسبة لاعب الهلال الكاميروني إيماناً بحسب صورة فوتغرافية ثبتت فبركتها وحسم أمرها قبل أسبوعين من إثارة الموضوع، في الوقت الذي لم تحرك فيه ساكناً، بل اختفت وغابت تماماً وقتها عن مناقشة حادثة وقعت على مرمى حجر منها، هزت الخليج وانتقلت إلى أروقة (الفيفا) وتفاعلت معه وسائل إعلام عديدة، وأعني بذلك الاعتداء السافر لجماهير الوصل على فريق النصر، والذي دفع اتحاد الكرة إلى اتخاذ قرار الانسحاب وعدم المشاركة حتى اليوم في بطولة أندية مجلس التعاون، وقس على ذلك الكثير مما تقوم به وتهدف إليه، بمباركة وبواسطة أسماء سعودية لا أدري هل استوعبت أولم تستوعب خطأ وخطورة دورها في تكريس الإيذاء والتعصب في اوساط مجتمعنا الرياضي..
- غدا الثلاثاء اللقاء المصيري لمنتخبنا أمام تايلند ولا حديث لهم إلا عن تأجيل مباراة الشباب والاتحاد..
- أجواء مزعجة وظروف صعبة جعلت من لقاء الغد منعطفا مهما نأمل ان نتجاوزه بسلام وبانتصار سيكون له مردود قوي وإيجابي وداعم للأخضر في التصفيات وللكرة السعودية بوجه عام..
- الذين يهاجمون ويتهمون إدارة الشباب بأنها وقفت ضد ممثل الوطن الاتحاد عندما تعاملت مع اللوائح والانظمة ولم توافق على التأجيل، هم أنفسهم الذين وصفوا تأجيل مباراة الهلال الموسم قبل الماضي بأنها كارثة الكوارث..
- العبرة ليست في مضمون لائحة الانضباط الجديدة وإنما في مستوى وآلية تطبيقها على الجميع..
abajlan@hotmail.com