الأمريكان «مش إكيلين» ما لهم في الأطباق الثقيلة، «المحاشي والتباسي» ليست من اختصاصهم، حدهم وجبات «الفاست فود» التي باتت علامة «أمركة العالم « فهم يفتخرون بـ»ثلاثة أو أربعة» من أشهر المطاعم المتسلسلة التي غزت العديد من الدول.
طبعاً «الصينيون» لعبتهم الأطباق «المعقدة» حتى أنهم «يأكلون» الجراد والنمل والضفادع ومحاشي «أبو شنب»، أشهر أنواع الحشرات وهو «محشي بالصراصير» طعمه «واو» لدرجة أنك لو جربته «مش حتقدر تفتح عينيك» بعده، فهم يلتهمون أي شيء «سريع التحضير» أيضاً، تبعاً لمقولة أهل نجد القديمة «اللي ما يكلك كله», ولعل أجدادنا زودوهم بهذه الثقافة قديماً مع التجارة؟.. من يدري ! أذكر أنني قضيت نحو «عشرين يوماً» في الصين «عايش «على وجبة واحدة فقط «بيتزا جبن ساده» ويا الله السلامة بعد لا يكون محطوط عليها شيء من البهارات المذكورة أعلاه؟!.
الصينيون أرادوا أن يكونوا «أذكى» من الأمريكان قالوا بدال غزوا «سلسلة المطاعم الأمريكية» لثقافتنا، خلنا نخطف رئيسهم مرة وحدة ونقلب صورة «الكولونيل ساندرز» مؤسس سلسلة المطاعم الشهيرة، بصورة وملامح «أبو حسين»..!.
لكن يبدوا أن الاسم الذي اختاروه أيضاً «OFC» بدلاً من «KFC» لم يفلح في إقناع الناس بحب «الماركة الجديدة»، فالطعم مختلف و»الدجاج» ليس «نفس الدجاج» و»الخلطة السرية» لم ينجح أحد في التوصل إلى شفرتها، وبقي المطعم «نسخة مقلدة» لسلسة الأمريكية الشهيرة لا يلقى رواجاً، حتى وإن حمل اسم وصورة «الرئيس شخصياً»!.
برأيكم هل من الممكن أن تتعرض «أكلاتنا الشهيرة « للسرقة من أهل الصين يوماً ما؟! لا أعتقد أنه باستطاعتهم فك شفرة ومكونات «المثلوثة» أو معرفة ارتباط «أم علي بالمكسرات والحلويات، ومع ذلك تجد أن أي مطعم يفتح حتى لو في جزر «الواق واق» ويكتب «مندي» أو «مثلوثة» ستجدنا «نوط وط» حوله بحكم الاختصاص, ونشجع «مروجي التباسي» في كل مكان ودولة، لنشر «ثقافة المثلوثة» بعكس الأمريكان الذين لم ينجرفوا خلف مشاعرهم وولائهم للـ»KFC» ويقعوا في فخ الصينيين، بل عرفوا أنها «خدعة ترويجية» ولم ينجحوها مثلما لم تنجح موضة «ولاية أيوا» بالترويج لمطعم «أوباما برغر» رغم أن الفكرة مسجلة لتاجر في «الطائف» جعل اسم عائلته وقبيلته قبل «البرغر».
نحن عاطفيون حتى في الأكل ومسمياته، لو تجد بوفيه مليء «بمئة صنف» ستحن لملعقة «كبسة « تحلي فيها، في اليومين الماضيين كنت «أسكن» في نفس الفندق الذي يتواجد فيه لاعبو المنتخب السعودي الأول «ب» خلال معسكرهم في المنطقة الشرقية، وكنت أسابق «اللاعبين» في مطعم الفندق رغم أن «الأصناف كثيرة» للفوز بصحن» رز ولحم» وبحكم اللياقة كانوا يفوزون علي..!.
سألت «الكابتن « صالح المطلق ونحن نقف على بوفيه «الحلا» أمام آخر ما بقي من «أم علي»، ما فيه أكل محدد «للاعبين» عندكم ؟! قال لي «المجال مفتوح « خلال المعسكر واللي يزيد «وزنه» أمامه التدريبات «الانفرادية» حتى يخسر ما «أكله», فعرفت حينها ليه ما نفوز؟!
عموماً أكلت «أم علي « وأنا أتذكر «سالفة» مطاعم «أبو حسين» في الصين والمنتخب لاهي في «الكبسة» استعدادا لمشاركته في البحرين الثلاثاء المقبل.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net