أصبحت القضية الفلسطينية بضاعة كاسدة تتاجر بها مراكز السلطة الإيرانية ويتبادلون الأدوار في عرضها واستقلالها في سوق المزايدات الكاذبة لتمرير مشروعاتهم السياسية والأمنية والنابعة في أيديولوجيتهم الجديدة (الطائفية السياسية) التي أصبحت الجسر المعلن لتمرير أطماعهم التوسعية في عالمنا العربي. قد نوصف نحن العرب بالعاطفة السياسية ونتفاعل آنياً مع كل نداء كاذب لتصفية دويلة الصهاينة إسرائيل وإقامة دولة فلسطين على وطنهم السليب لكن أبناء الأمة العربية وفي مقدمتهم الفلسطينيون جيل النكبة وضياع الوطن لا يمكن أن يصدقوا أن ملالي طهران الذين يعتمدون النظرية الميكافيلية السياسية أن يوجهوا أسلحتهم (المهربة من كوريا الشمالية) نحو إسرائيل!
السياسة الإيرانية المعتمدة على المتاجرة بالقضية الفلسطينية هي قضيتنا المصيرية المشتركة التي تهم كل عربي وبنفس القدر الفلسطيني المسلوب الأرض والوطن واستغلال (دهاقنة قم) لهذه القضية العادلة جعل الشعب الفلسطيني المناضل طائفتين متحاربتين قسم في غزة والآخر في الضفة الغربية، فالمواطن الفلسطيني يعتقل من اخوان القضية ويعذب في سجنه ويقتل بيد شقيقه الفلسطيني بتأثير التحريض الإيراني وبسبل عديدة تشكل عامل الانقسام والفرقة بينهم وامتدت خطط التفريق والتمزيق تنهش في الجسد الفلسطيني المناضل.
وشملت نيران الفتنة معسكرات الفلسطينيين الموزعة في يرموك الشام وصبرا وشاتيلا بيروت تغذي هذه الفرقة الفلسطينية بقواعد حزب الله في الضاحية البيروتية التي قسمت القرار السياسي اللبناني إلى طريقين متقاطعتين!
حاولت السلطة الإيرانية توجيه الأهداف الوطنية التي قدمها شباب الربيع العربي في تونس ومصر واليمن بمشروع (الصحوة الإسلامية) وطرحته في مؤتمر التضامن مع القضية الفلسطينية وحاولت سلطة (قم) تجميع (بعض) المستفيدين من سياستها الميكافيلية وكان سوقاً رخيصاً لإلقاء الخطب الهوجاء الهادفة كلامياً لإلقاء إسرائيل في البحر ونسى أو تناسى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الملف السري لفضيحة (كونترا إيران) والدور الإسرائيلي في تنفيذها وتهريب الأسلحة الفتاكة لقتل أشقائنا العراقيين. ودور (أبو رغال الإيراني) في الغزو الانكلورأمريكي للعراق وأفغانستان وتسهيل دخول مشاة البحرية البريطانية لشط العرب واحتلال البصرة الفيحاء!
ما نفذه فيلق القدس الإيراني من صنوف الاختطاف والاغتيال لأبناء الشعب العراقي الصابر وحسب قوائم معدة في طهران وقم وهدفها تصفية الطيارين والعلماء من كوادر المصانع الحربية العراقية مستخدمين أبشع السبل الانتقامية الحاقدة مرتكزة على ثقافة إجرامية من أشكال التصفيات الثأرية العدائية.
أدعوا وبكل إخلاص لكل قلم عربي وصوت إعلامي شريف أن يعود إلى بيته الآمن المملكة العربية السعودية وأن لا يكون وسيلة وسلاحاً بيد أعداء أمتنا وأهلنا في أرجاء العالم العربي والإسلامي ولابد من وقفة صادقة مع ضمير المواطنة والمصلحة العليا للوطن ومن أجل المحافظة على المكاسب الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمستهدفة من أعداء أرضنا العربية والمعتمدون على حبل كذبهم الطويل! ومهما طال حبلهم ستقطعه اليد العربية الموحدة.