أكيد أن المرأة ليست تحتاج للوصاية حين تكون هي النبتة التي تنشق عن الأرض بفطرتها...
دون أن يحفر لها..
لكنها أكيد أيضا.., أنها كالنبتة تحتاج لماء يرويها...,
ولتربة صالحة تنشأ فيها...,
وإلا, فإنها سوف تتعرض تماما لما يمكن أن تواجهه النبتة.., حين لا تجد التربة الصالحة, أو الماء العذب...
والمرأة الشجرة, إن كانت صحراوية، فسوف تنهض تقوى للريح،
والجفاف، والتصحر..,
غير أنها لن تثمر..
بل ستكون غذاء لدواب الصحراء، أو طُعما للنار التي شجرتها متاعٌ للمقوين..
والمرأة الشجرة التي تنبت في السفوح، والسواحل، والشواطىء, تُمتع الناظرين..,
لكنها دون رائحة, ولا ثمر..
مجرد ألوان زاهية لزهور وقتية...
إلا المرأة الشجرة التي تنبت في الأرض الخصيبة.., وتجد الماء العذب..., والهواء النقي, والغذاء المجدي.., وصوتا يحدوها..، وقلبا يثمنها.., وساعدا يشذبها..، ويقلمها، ويطعمها.., ويسقيها، فإنها ستثمر...ثمرا جنيا..
المرأة الشجرة هذه..
ليست تقف في الهواء لتتحرك معه كلما مال بها، تميل حيث يميل..
بل إنها الشجرة الفارضة منافها...، ومساحاتها...
الضاربة جذورها...، المورفة ظلالها...، الروية المُرْوية ثمارها...
الخضراء التي تمد الصدور بنداها، فتزفر عنها صداها...
في اطمئنان ورضا..., وفرح وسرور...,
وثقة بأن فاقةً لن تكون في وجود إثمارها...,
وقيظٌاً لن يطول..وظلالها عريشة..،
وزمهريرا لن يلسع...وجذورها مكمن...
هذه الشجرة:
بوصلة، ما دامت تقف في النور, والعتمة تفاخر بمنافها..
وفنار, ما دامت عند المد, وجزره ثباتا يكافح سطوته...
وهي مكمن للآمنين من عوز الحاجة...
أمان للماضين في متاهات الحياة...
ليست تعجف، ولا تعقم،..
إلا متى الفطرةُ أتت بها عند نقطة النهاية..
وألقت عليها سلام الموادع..
هذه الشجرة تعطي وتأخذ..
دون أن يطغى على ما تعطي مما فيها، أو على ما تأخذ مما هو لها...
فكل ما يَطغى.. يُبدَّدد..
ونواميس الكون لا تتغير..