في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى سنة 1351هـ، الموافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 1932م، الموافق الأول من برج الميزان، توّج التاريخ صفحاته بتسجيل حدث أعلنه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - بتوحيد أجزاء هذا الوطن الغالي، وقيام دولة التوحيد المملكة العربية السعودية؛ ليصبح الأول من الميزان والثالث والعشرون من سبتمبر من كل عام يوم الوطن للمملكة العربية السعودية، تحتفي فيه البلاد، لا بتعطيل العمل ولا الإجازة، وإنما بمواصلة العمل الدؤوب الذي يرفع مسيرة التنمية، ويزيد من رصيد الإنجازات الحضارية والتنموية.
ويوم التأسيس نذكر فيه بعض الجوانب العظيمة للنهضة الشاملة، فبين التأسيس والتوحيد تاريخ مجيد ومسيرة حضارية وتنموية ودور رائد للمملكة على المستوى العربي والإسلامي والعالمي. هذه النظرة المستقبلية التي كان يمتلكها البطل المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - رؤية مستقبلية لمعنى التحضر؛ فكان عزمه لتوطين وإقامة الهجر وسُبل إصلاح وبناء الإنسان وتأهيله، ونهضة العلم؛ فكان افتتاح المدارس والمعاهد وابتعاث الطلاب للحصول على المعلومات المفيدة.
ولا تطور يتحقق إلا بأمن مستقر للبلاد، وهذا من سياسة المؤسس. إن ما قام به الملك عبدالعزيز إنجازٌ غير مسبوق، يدفعنا ويحثنا نحو مزيد من البذل والعطاء، وأن نقوم نحن أيضاً بواجبنا تجاه وطننا ومستقبل الأجيال القادمة من بعدنا. والواقع يشهد للتطبيق الأمثل للدولة العصرية، التي تجمع بين تطبيق شريعة الله والأخذ بمستجدات العصر. ومنذ ذلك التاريخ انطلقت مسيرة الخير والبناء في هذه الدولة المباركة بعد أن تم إرساء قواعد انطلاقها على أسس إسلامية راسخة من اتخاذ القرآن الكريم دستوراً للبلاد وتطبيق الإسلام عقيدة وشريعة. وقد توالت خطط التنمية، وشهدت البلاد تطوراً هائلاً ونهضة شاملة على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية كافة. وقبل الختام لا ننسي أولئك الرجال العظام من الدعاء بالغفران والرحمة؛ حيث غيروا مجرى التاريخ، وسطروا أروع الملاحم في حضارات الأمم، والملك عبدالعزيز أحد أولئك الرجال الذين صنعوا الأوطان وغرسوا جذور العزة والكرامة على أرض المملكة العربية السعودية.
فهنيئاً للوطن بهذا المجد والفخر، وهنيئاً لقياداتنا الرشيدة، وأصدق الولاء والاعتزاز إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وإلى ولي عهده الأمين وإلى سمو النائب الثاني والأسرة المالكة، وهنيئاً للشعب السعودي بيومه الوطني الواحد والثمانين. سائلين الله أن يتم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يتم علينا نعمة التكاتف والتلاحم والحب في وجه كل حاسد وحاقد وناكر للجميل.