سعـادة رئيس تحـرير صحيفـة الجزيرة وفقه الله
تعقيباً على ما تنشره الجزيرة من أخبار مدارس المملكة وطلابهـا المتفوقين أقول: حان بنا الآن أن نكون دعما دائما وعمليا لكل أنامل أبنائنا وبناتنا في مجتمعنـا العربي ومجتمعنا السعودي بشكل خاص حيث لفت نظري إلى عدة أنامل ذهبية سعودية تصنع الخير لها وللجميع وهذا ما شهدته في طالبة المرحلة الجامعية الأخت (سلمى محمد) في المنطقة الشرقية حيث كانت مثالا للفتاة السعودية ذات التربية الحسنة والعقل المبتكر تخطو خطاها نحو التميز والتجدد لما فيه مصلحة الجميع وذلك ظهر بصورة جلية في مشروعها الخيري الأول باسم (فريق ابتسامة التطوعي) حيث قالت في حديثها معي:
أنا طالبة المرحلة الجامعية: سلمى محمد.. صاحبة مشروع «فريق ابتسامة التطوعي»..
وهذا الفريق يقوم بصنع دفاتر مدرسية، إنما ليست بأشكالها المعتادة, ولكن بتصاميم وأشكال جديدة ومميزة.. باستخدام خامات ومواد مختلفة منها: جوخ، دانتيل، صوف، سحابات...وغيرها. ويستهدف الفريق بإنتاجياته, طالبات المدارس والجامعات وأيضا الطلاب. ونصف أرباح الفريق تذهب لريع أعمال خيرية، وما يميز هذه الطالبة البصمة الرائعة التي وضعتها لذوي الاحتياجات الخاصة حيث قالت: أيضا قد شاركت في الأولمبياد التي نظمتها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهوبين.. «الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي - ابتكار». وكنت ضمن العشرة الفائزين على مستوى الشرقية. بابتكاري «the smart class» أي «الفصل الذكي».. وهو فصل مدرسي للطلاب والمعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة.. وهذا الفصل مكون حاليا من 3 عناصر : سبورة، مساحة، سلة المهملات.
أولا: السبــورة مصممــة بحيث إنها يمكن التحكم فيها نزولا وصعودا بواسطـة ريمـوت كنترول نظرا لأنهم على كرسي مدولب فمن الصعـب أن يكتبوا على الجزء الأوسط والأعلى من السبورة.
ثانيا: مسـاحة للسبــورة يمكن للـطــــلاب ذوي الاحتياجات الخاصة استخدامهــا من مقاعدهم بواسطة ريموت كنترول.
ثالثا: سلة مهملات يمكن التحكم فيها أيضا بريموت كنترول، فمتى ما أرادوا برمي شيء لا يذهبون لسلة المهملات بل السلة تأتي إليهم.
وما أروع أن يكون من أبنائنا وبناتنا أناس بهذه الثقة العالية بالنفس يبحثون عن المبادرة بالإحسان ومحاولة إظهار الإبداع لديهن وهاهي فرصتنا لندعم هذه الفئة من الشباب والشابات كي يرقوا وينشغلوا لما فيه مصلحة الجميع... والاهتمام بالموهوبين لا يتوقف عند حد معين (عطاء بلا حدود).. وهذا ما أبداه خادم الحرمين الشريفين تجاه أبنائه الموهوبين وبناته الموهوبات والدعم المتواصل منه حفظه الله فهو خير قائد وملهم للنهوض بعقلية هؤلاء المتميزين نحو التميز.
هذه كلمة موجزة لدعم هؤلاء الموهوبات في مجتمعاتنا بتحويل مشاريعهم الصغيرة إلى مشاريع كبيرة ينهض بها.
المجتمع لما فيه من أثر نفسي وتربوي عليهم... حيث يعطيهم شعور دائم بالانتماء إلى الوطن ويعزز من قيمتهم ككيان إنساني له حق الإنجاز والإبداع والابتكار مما يزيد ثقتهم بأنفسهم ,وينمي من قدراتهم العقلية والشخصية ضمن منهج سليم...
فما لنا إلا أن ندعو لهذا الفريق وهذه الأخت المميزة بالتوفيق وأن يكون مشروعها وابتكارها بداية خير عليها وعلى الجميع..
الأخصائية النفسية بسمة عبدالعزيز حلمي