|
المدينة المنورة - مروان قصاص:
سيطرت ظاهرة هروب العمال والعاملات، خاصة المنزليات، من كفلائهم على أحاديث المواطنين؛ لكثرة المعاناة من هذه الظاهرة التي باتت تقلق الجميع. وفي المدينة المنورة كما في غيرها من المناطق تسيطر هذه الظاهرة على الجميع، سواء أصحاب المؤسسات أو المزارعين وحتى سيدات المنازل اللاتي يعانين هروب عاملاتهن المنزليات بشكل كبير؛ حيث تبلغ النسبة أكثر من 60 % من عدد العاملات المنزليات. وفي إحصائية غير رسمية، ولكنها موثقة, يتم يومياً تسجيل ما بين 15- 20 بلاغ هروب عاملة منزلية، وبحسبة بسيطة يكون لدينا أكثر من 300 عاملة منزلية هاربة شهرياً في المدينة المنورة، وليس في المنطقة, وهو معدل كبير يؤكد أن هناك «مافيا» تعمل في هذا المجال. والسؤال: أين يذهب هذا الكم من العاملات عند هروبهن من الأُسَر التي دفعت مبالغ كبيرة لاستقدامهن.
في رصد لـ(الجزيرة) حول بؤر تجمع الخادمات اتضح أن هناك تشكيلات من جنسيات متعددة تقوم بنقل الخادمات من مدينة إلى أخرى, أو تشغيل الهاربات لدى أُسَر أخرى بالمنطقة نفسها براتب شهري أكبر مما تحصل عليه من كفيلها, أو تعمل في صالات الأفراح المستقلة أو الملحقة بالفنادق, وأيضاً هناك من يعملن في الصالونات النسائية.. وغير ذلك.
وحيث إن الأُسَر تتحمل خسائر مادية كبيرة فإن الجميع يطالب بوضع حل لهذه المشكلة, ويرى الكثيرون أن تأسيس شركات العمالة التي قد ترى النور في بداية العام القادم سكون الحل المناسب لهذه الظاهرة التي تؤرق الكثيرين؛ ورفع الجميع رجاهم لوزارة العمل لتفعيل مهام هذه الشركات والإسراع ببدء مهامها لحماية أموال المواطنين من العبث بها. مؤكدين أن عملية هروب العمال والعاملات باتت عملية منظَّمة، تشارك بها جهات عدة تستغل بعض الثغرات في الأنظمة.