تأثرت كثيراً عندما اتصل بي الزميل محمد بن ناصر المنصور الموظف في مكتب المتابعة الاجتماعية ببريدة صبيحة يوم السبت الموافق 19 شوال 1432هـ يبلغني وهو متأثر ويبكي بوفاة خاله (والد زوجته) الزميل القدير الإعلامي الأستاذ صالح بن سالم بن إبراهيم الدبيب. لقد صدمني الخبر وآلمني لأنني قابلت الأستاذ صالح قبلها بعدة أيام، وكان في كامل عافيته وتمام صحته وسألني عن والدي وعن أحوالنا، وتبادلنا أطراف الحديث ولم يكن يشكو من شيء ولكنها إرادة الله ولا راد لقضائه.. توفي أبو عبدالحميد عن عمر يناهز الثانية والسبعين عاماً قضاها في خدمة هذا الوطن، فقد كان مديراً لإدارة خدمات المنطقة في إمارة منطقة القصيم، وأبلى في ذلك بلاءاً حسناً، وقدم كل ما يستطيع لخدمة المنطقة وأهلها من خلال عمله في هذه الإدارة التي تعنى مباشرة بخدمة المواطنين.
وكان أبوعبدالحميد مذيعاً متميزاً في محطة تلفزيون القصيم عندما كانت تبث من مدينة بريدة وقدم عدداً من البرامج واللقاءات المتميزة والهامة إضافة إلى قراءته لنشرات الأخبار.. ولا أنسى عندما كنت طفلاً صغيراً إنني كنت أشاهده وهو يقرأ أسماء الناجحين في المرحلة الابتدائية بمنطقة القصيم آنذاك. وأبدع الأستاذ صالح الدبيب -يرحمه الله- محرراً ومصوراً صحفياً بمكتب جريدة الجزيرة في مدينة بريدة قبل أربعة عقود، وكان لكتاباته أثر في دعم عجلة التنمية بهذه المدينة الحالمة وسط وطننا المعطاء.
كان أبو عبدالحميد يتحلى بصفات المسلم الحق، فقد عرف عنه التواضع وحسن الخلق والسماحة والبشاشة ومحبة خدمة الآخرين والصدق في الحديث والوفاء بالوعد كان إنساناً بمعنى الكلمة ومحباً للتواصل مع الآخرين ويتفاعل معهم في أفراحهم وأتراحهم ويحرص على الصلاة على الجنائز وتشييعها، حيث شاهدته كثيراً في مقبرة الموطا جنوب مدينة بريدة بالرغم من أن مقر سكنه في حي الصفراء شمال مدينة بريدة.
ومهما قلت في هذا الرجل القدير فلن أفيه حقه. وأتقدم بأحر التعازي لأبنائه عبدالحميد وأحمد وعبدالعزيز وعبدالملك، وبناته ليلى وأمل وريم، وإخوانه عبدالله ومحمد وسليمان وعبدالعزيز ومنصور وفهد وأحمد وعبدالمحسن وعبدالسلام. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
عبدالعزيز بن صالح الدباسي- بريدة