11 سبتمبر( إيلول ) 2001 م، هو حالة من تقيؤ التاريخ على من « صنع» الكارثة الدامية فوق واشنطن ونيويورك.
من السهولة أن يعي الأمريكيون، الآن، بعد عقد من الكارثة، أن الخذلان يصنعه التعايش بين العنف واليأس؛ ففي يوم الكارثة الدامية، اللامثيل لها في التاريخ الأمريكي، عاش الأمريكيون مع جنكيز خان يحتسي القهوة فوق واشنطن ونيويورك.
الأفضل للأمريكيين أن يهتموا باستيراد الكافيار والملابس الداخلية، التي تحمل تواقيع كبار مُصممي العصر في أوروبا، على أن يستوردوا الكلام الذي يدخل الهواء الطلق إلى العقل العالمي، فلا يبقى العقل الأمريكي وكرا للعناكب.
لقد أمضى الأمريكيون وقتا طويلا وهم ينظرون إلى الماضي، مع أنهم تعلموا دروسا من الكارثة الدموية، أكثرها كان دروسا غير صحيحة. وإذا استسلموا إلى إعطاء ذكرى 11 سبتمبركل هذه المكانة في وعيهم الوطني، لواصلوا ارتكاب الأخطاء نفسها. وقد ذهبت صحيفة « الواشنطن بوست» الأمريكية إلى التحذير من ربط مستقبل أمريكا بالحرب على الإرهاب، رغم اعترافها القاطع بأن « تنظيم القاعدة « لا زال يُشكل عدوا خطرا، مؤكدة على أن « ما يُهدد أمريكا ليس الإسلام ودعاته من المتطرفين» .
ثم: هل يعرف الأمريكيون الفارق بين المصري محمد عطا، أحد مُنفـّذي 11 سبتمبر، وبين النرويجي أندرس برينغ بريفيك، مُرتكب جريمة أوسلو؟.
القاسم المشترك بين عطا وبريفيك اعتقادهما أنهما بطلان « مُكلفان» بمهمة «عليا» عليهما القيام بها خدمة لقضية « سامية!».
صحيفة « لوموند» الفرنسية قالت: إن عطا وبريفيك من دولتين مختلفتين، ويعتنقان ديانتين مختلفتين، وينتميان إلى حضارتين مختلفتين، لكن الشر في كل منهما واحد، «ما يعني أن الشر ليس حكرا على ديانة ما، أو على ثقافة معينة، أو حضارة محددة»
يظن الإرهابيون، في كل مكان، أن بإمكانهم أن يصنعوا للزمن ذيلا، فيُصبح مثل الفأرة، التي يُفترض أن تأكل الناس جميعا.
أجل. هم يُفكرون هكذا: أن نـُوضع بين الأسنان الصغيرة: أسنان الزمن وأسنان الفأرة.
ما حدث في 11 سبتمبر2001 كان فضيحة إنسانية: الأفكار تتبع الأظافر، وليس العكس. ذلك أن الإرهابيين من كل دين، مصابون بالتهاب في.. الحقيقة .
Zuhdi.alfateh@gmail.com