رغم ما وصلنا إليه من كثافة في العدد والعدة في مجال الفنون التشكيلية إلا أن هذا الفن لا زال يتنفس تحت الماء في جانب معرفة الآخرين به وبنتاج النخب من التشكيليين ممتلكي الأساليب المتميزة والثقافة العالية والمؤهل الداعم لمواهبهم مع تقديرنا للدور الذي تقوم به حاليا وكالة الثقافة الدولية بوزارة الثقافة والإعلام المتمثل في إشراك الفنون التشكيلية في المهرجانات والمناسبات التي تقيمها خارج المملكة إضافة إلى ما تقوم به وزارة التعليم العالي من مساهمة من خلال إقامة المعارض التشكيلية في مناسبات ملحقياتها الثقافية او من خلال اقتناء الأعمال لإهدائها لضيوف الوزارة لكبار المسئولين في الدول التي تزورها وفود الوزارة.
هذا التوجه من قبل هاتين الوزارتين استحق التقدير والإشادة ووجد ردود فعل كبيرة من قبل التشكيليين بحيث أصبحت المشاركة في مثل هذا التحرك الدولي مطلب ومبعث لتقديم أعمال تتوازى مع الفكرة والهدف، لكن الأمر يتعلق بكيفية نشر هذا الفن أو التعريف به إلى أكبر قدر من الجمهور إذا علمنا أن المدة التي تقام بها تلك الفعاليات محدودة المقر أو المدينة بحيث لا تفي للانتشار في هذه الدولة أو تلك، مع أن بالإمكان أن تأخذ هذه المعارض فترة أطول لو كانت في السفارات أو ملحقياتنا الثقافية للوزارتين كونها رموزا للوطن خصوصا الممتلكة لقاعات مناسبة أو المتعاونة مع جهات ثقافية أخرى في تلك الدول بحيث تقدم الدعوات الرسمية أو العامة لفترة عرض أطول ولكل أطياف المجتمع خصوصا المثقفين وطلاب الفنون الجميلة.
هذا المطلب دفعني للحديث فيه موقفا للابن رائد الذي درس الدكتوراه في الولايات المتحدة في محال الفنون عندما طلب منه كتابة موضوع مفتوح، وجد أن يكون تعريفا بشخصي كأحد التشكيليين بالمملكة وعن تجربتي الفنية، ما أثار إعجاب المشرفة بالموضوع قائلة (أعجبني أن يكون لديكم اهتمام بالفنون)..؟؟؟ لنعيد السؤال (لماذا لا يزود طلابنا في مختلف الكليات والمعاهد بإصدارات موجزة عن الثقافة التي يشكل الفن التشكيلي أحد روافدها لتقديمها خلال أنشطتهم المشتركة.
monif@hotmail.com