لا بُدّ أنْ أعودَ، لا بُدّ لي
مُنعَتِقاً، كَعَهْدِيَ الأوّلِ
حُرّاً من الهوى ومِنْ أسْرِهِ
أرنو إلى عَبيدِه مِنْ عَلِ
أصدّ عنّي جُنْدَ معْسولِه
إذا دَنَتْ، بالجَلَدِ الأجْملِ
أقلّبُ القلبَ كما أشتهي
وإنْ جَفاني الناسُ لم أحفلِِ
كلٌّ لهُ دربٌ، ودربي أنا
أسلكه مِن حيثُ ما أجتلي
لا بُدّ أنْ أعودَ، لا بُدّ لي
مُغَرّداً، كعَهْديَ الأوّلِ
أوْقِعُ شِعري ثمّ أشْدو به
فكلّ أطيارِ الرّبى بُلبُلي
رحّالةٌ وليسَ لي منزلٌ
فكلّ قلبٍ في الورى منزلي
قيثارتي بالسّحرِ ريّانةٌ
وهذه الجنّاتُ منْ مَنْهلي
حرفيَ كالسّلّ بِصَدْرِ العِدا
يرتدّ للأحبابِ كالسّلسَل
إنْ شئتُ ذاقوا بهِ طعمَ الرّدى
أوْ شئتُ شمّوا ضَوْعَةَ الصّندلِ
لابُدّ أنْ أعودَ ما كنتُهُ
وأنزلَ الغَصّاتِ عنْ كلكلي
لا بُدّ أنْ أخرجَ مِن مَحْزَني
وأرفعَ البُشْرى على مَحْمِلي
abbad1999@hotmail.com