|
الشاعر فاروق شوشة يقول عبر ديوانه الرائع «أحبك حتى البكاء»:
ألاحق ما يتبقى من العمر
أكره أن يتلكأ بي
أو يمارس صولة نزو قديم
وأسأله أن يخصص من بين أوراقه المرجآت
لوجهك
هذا المسجى أمامي
بعض صحائفه المشرعات..
ويقول في قصيدة «أحبك.. حتى البكاء»:
أحبّكِ.. حتى البكاءْ
وأعلمُ أن الذي بيننا
ليس نزوا
ولا هو محضُ اشتهاءْ
ولكنّ معناه فيكِ، ومنكِ
وفي لحظة جمعت تائهين
على رفرفٍ من خُيوط السديمِ
فكان انجذابٌ، وكان ارتواءْ
هل الشجر المتباهي بكل عناقيدهِ المترعاتِ
يرى في تطاوله فُرصة لاحتواءِ المسافةِ
بيني وبينكِ..
مدِّ الظلالِ
لعل الظلال تُشارف حدَّ السماءِ
فتأوى إليهِ
وتبسُطُ بين يديه احتياج الوليفينِ للعُشِّ
توقِ الحناجرِ، وهي مُكبلةٌ، للغناء!
هل الأرضُ تدرى بأن خُطاكِ الخفيفةَ
- مُسرعة في المروقِ،
وذائبةً في العروق-
تسابقُ عُمريْنِ يصطرعانِ
لأن الذي قد تبقى من الوقتِ أصغرُ من رشفةٍ
وأقلُّ من اللحظةِ السانحة!
فكيف يُقال الكلامُ الكثيرُ بلفظٍ وحيد؟
وكيف نُطيق ازدحام الوعود ليومٍ جديد؟
وكيف نُزيحُ انكسار زمانٍ ثقيلٍ بليد؟
لنُفسح فينا مكانا
لطلةِ حُب جديد
أحبكِ..
حَسبي من الحب أنك لي
وأنكِ - من بين كلِّ النساءِ-
حصيلةُ عُمرٍ حفيل
وتوقٍ طويلٍ.. طويل
ولذْعِ الرِّهانِ المُراوغِ
يٌفلتُ من قبضة المستحيلْ
لكي تُصنعى مثلما قد حَلْمتُ
وتأتين فارسةَ في السباقِ الطويلْ
فكيفَ أجاريكِ..
سابحة في المدارْ
وساطعةً كالنهارِ
ومغرقةً كالبحارِ
وقافزةً فوق كل السدود التي تتساقطُ
تحت سنابكِ هذا الجوادِ الأصيلْ
رُويدكِ لا تُقلعي في السحاب
ولا تُشعلي البرقَ والرعْدَ
لا تستثيري التخوم البعيدةَ
وهي تُحدقُ جازعةً
تترجرجُ..
عند اقترابِ الصهيل!
فها أنتِ..
لا تُشبهين اختلاطَ الفصولِ
ولغْوَ الشتاتِ
وفوضى الصفاتِ
ودمدمة القابعين بأحقادهم