|
د. عبدالعزيز إسماعيل داغستاني يقول في كتابه «جدل البطالة والسعودة»: النزعة إلى طرح الحلول الفردية، والاعتقاد بأن حل مشكلة البــطالة في الاقتصاد الـسعودي وتحــقيق السعودة يمكن أن يكون بيد هذا المسؤول أو ذاك يبقى هذه المشكلة في دوامة الجدل، ويجعلها تدور في حلقة مفرغة، بل سيؤدي إلى تفاقمها مع مرور الأيام وتوسع الأعمال وتطور الاقتصاد، هذه النزعة وذلك الاعتقاد هما من سمات الاقتصادات التي تعاني من تشوهات هيكلية أو تشريعية تفقدها القدرة على تأصيل العمل المؤسسي الذي يقوم على أسس مهنية علمية تنتج عنه إستراتيجيات يتم تطبيقها وفق خطة زمنية محددة دون الاعتماد على الأشخاص حضوراً أو غياباً ولأننا لا نأخذ بهذا النهج فإن جدل البطالة والسعودة سيظل قائماً.. فماذا نعمل؟.
إن ما يطرح من أفكار خاصة من المختصين وذوي الخبرة يمكن أن يمثل أساساً لوضع إستراتيجية للتصدي لهذا الخلل الذي أصاب سوق العمل شريطة أن ترتكز هذه الإستراتيجية على عمل مؤسسي وأن تراعي استحقاقات الاقتصاد الكلي دون إغفال الآثار المترتبة على ذلك لكافة القطاعات الإنتاجية في الاقتصاد مع القدرة على التكيف مع تغيرات عامل الزمن والآثار التراكمية لكل ذلك.
وفي كل الأحوال فإن أيّ إستراتيجية أو خطة عمل لا يمكن أن تتحقق نتاجئها المرجوة إن لم تكن معها آلية عمل واضحة يتم الالتزام بها والحرص على تطبيقها.