منظومةٌ من الإنجازات المبهرة للوطن والمواطن، خلال مسيرةٍ تاريخيةٍ عامرة طوقت الوطن الحبيب...المملكة العربية السعودية ليصبح في صدارة الدول الساعية للتطور.. والتنمية.. والارتقاء الحضاري الحديث.. يوم الأحد 27-10-1432 كان يومَ انتصارٍ للمرأةِ السعودية.. كان يومَ الرفضِ الصريح للتهميش لتدخلَ المرأةُ السعودية في الملحمةِ الأسطورية بعطاءاتها اللامحدودة عبر كل المجالات.. تشارك وتساهم في منظومة التنمية ومسيرة النهضة المباركة للوطن.
يوم الأحد ومن تحت قبة مجلس الشورى... ارتقت بنتُ الوطن سلمَ المجد عندما أقرً خادمُ الحرمين الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- مشاركة المرأة عضواً كاملَ العضوية في مجلس الشورى، وناخبة ومُنتَخَبَة في المجالس البلدية بضوابط الشرع الحنيف ليفتح بذلك آفاقاً جديدة كانت المرأة السعودية تتطلع إليها بعد أن أثبتت جدارتَها وقدرتَها على أداءِ دورها في مجالات مختلفة خاضتها.. فأعطت وأبدعت فيها، وكانت على مستوى عالٍ من القدرة والكفاءة وتحمل المسؤولية.
لقد كانت فلسفة واستراتيجية القيادة الحكيمة تجاه المرأة لا تعتمد فقط على تزويدها بالعلم والمعرفة ويقتصر دورُها على قطاعات محدودة ومعينة في الدولة فحسب.. بل لأن لها رسالة إنسانية عظيمة.. إذن يجب تفعيل هذا الدور أكثر على أرض الواقع. وإذا كان الهدفُ الأساسيُ من التنمية هو إسعادُ البشر، وتلبية حاجاتِهم، والوصول بهم إلى أرقى درجات التطور فإن هذه المهمة في حدِ ذاتِها لا تقوم وتنهض وتعتلي إلا على أكتافِ البشر أنفسِهم. وبما أن التنمية أيضاً ترتكز في منطلقاتها على حشد الطاقات البشرية الموجودة في المجتمع دون تمييز بين الرجال والنساء.. لذلك يصبح الاهتمامُ بدور المرأة في تنمية المجتمع جزءاً أساسياً في عملية التنمية ذاتِها.. ذلك أن النساء يُشكلن نصفَ المجتمع، وبالتالي نصف طاقته. ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم عام 1426هجرية نالت المرأةُ السعودية ميزاتٍ وحقوقاً وفرصاً سارعت في الارتقاء بمكانتِها.. وزادتها تقدماً.. مُنَافِسَةً في ذلك المرأة في دول العالم، مع الحفاظ على هويتها الإسلامية والوطنية وعلى تميزها من خلال عطاءاتها لوطنها في مختلف المجالات.
لقد حبا الله عز وجل المملكة العربية السعودية قيادةً حكيمة.. قادرة على استشراف المستقبل بكل أبعاده وهذا ما اتضح من خلال مدى اهتمام خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- بتفعيل دور المرأة في المجتمع.. فكان لوضع المرأة في المجتمع والوطن أولوية في خطط التنمية مع ضرورة أن يكون ذلك.. متوافقاً مع مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء.. ومنسجماً مع تقاليدنا وموروثنا الاجتماعي ولعل الباب الخاص والمتعلق بالمرأة.. باب المرأة والتنمية في خطط التنمية للمملكة العربية السعودية خير دليل وشاهد على عزم الدولة للمضي قدماً وبخطواتٍ حثيثة لإبراز وتفعيل هذا الدور.. وبالتالي تشارك في قيادة قاطرة التقدم، والنهضة، والرقي في هذا الوطن المعطاء.
لقد خطت المرأةُ السعودية خطواتٍ مشرفة في تاريخ التنمية؛ فحينما ننظر إلى دورها الذي تقوم به.. فإننا ننظر إلى منظومة التنمية الشاملة بكل أبعادها.. الاقتصادية.. والاجتماعية.. والثقافية والعلمية منظومة قائمة على الأصالة والحداثة والتجديد الحضاري.نقلاتٌ.. وانجازاتٌ.. ونجاحاتٌ.. مميزة للمرأة في المملكة العربية السعودية وإسهاماتٌ في العديد من المجالات التي أثبتت فيها القدرة على المشاركة، والعطاء...أثبتت أنها أهلٌ للمسؤولية، ونموذجٌ مشرف يُقتَدى به.. وما تلك القفزات الكبيرة، والمتتالية لدور المرأة على مختلف الصعد من تبوّؤ لمراكز قيادية في مختلف قطاعات الدولة والمشاركة في الحوار الوطني والدخول في سوق العمل من أوسع أبوابه والمشاركة في أنشطة مختلفة محلياً وعربياً وعالمياً، والتواجد في المحافل العلمية العالمية إلا خطوة مشرفة في تاريخ التنمية.
إن الحقيقة التي يجب أن ندركها تماماً بأن هذه النجاحات اللافتة، والإنجازات الكبيرة التي عززت مكانة المرأة السعودية، وحققت لها العديد من المكاسب الرائدة في سبيل تحقيق ذاتها، وإبراز دورها كعنصر فعال ومؤثر في بناء المجتمع والوطن، وتحت مظلة ديننا الإسلامي الحنيف كل ذلك لم يكن وليد الصدفة وإنما هو ثمرة الرؤية الثاقبة.. والنظرة الحكيمة.. والتوجيه المتواصل.. والدعم اللامحدود الذي تمتعت به قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أمد الله في عمره... فهنيئاً لبنات الوطن، وهنيئاً للمرأة السعودية التي لم تعد رقماً صعباً في معادلة التنمية.