سَلو الجزيرةَ تُنبيكم بواديها

واستشْهدوا الأرضَ عمّن صان واديها

دهى الجزيرة ظلمٌ لا فكاكَ له

لمّا سرى الغدرُ واستشرتْ مآسيها

فاستبسلَ الفارسُ المغوارُ وانطلقتْ

به الجيادُ وراح النصرُ يُغْريها

عبدُ العزيز ألا بوركتَ من رجُل

صقرُ الجزيرةِ ليثٌ في أراضِيها

وحَّدتَ أرضاً طواها الظلمُ أزمنة

حتى غدى الأمنُ يطوي ظلمَ ماضيها

أرضُ الرسالةِ كم يختالُ مفتخراً

بها الفؤادُ فلا مجدٌ يدانيها

دارُ السلامِ ملوكُ العدلِ قادتُها

قدْ قيلَ في الشِّعر (أعطِ القوسَ باريْها)

دستورها الحقُّ والقرآنُ يحكمُها

والشَّعبُ ملتزمٌ أحكامَ راعيها

وقد أغاظ أمانُ الدار حاسدَها

فراحَ ينفثُ سُمَّاً في نواديها

دعا إلى جُمعة حمراءَ غاشمةٍ

وما دَرَى الوغدُ أنَّ اللهَ حاميها

حُبُّ الرعيةِ للرَّاعي أطاحَ بها

والحبُّ يعرفه للأرض بانيها

إنَّ الوفاءَ سلاحٌ يُستعانُ به

يثني العداةَ فلا تعدو شواطيها

يا قائدَ الرَّكبِ يا مَنْ صاغَ نهضتنا

تمضي إلى المجد لا تحتاجُ توجيها

أشعلتْ في القلبِ حباً للولاء لكم

أعطيتْ شعبك إذ أعطاك باريها

سلطان بالخير كم جادتْ سواعده

يُمناهُ نبعٌ وما جفَّتْ سواقيها

ونايف الأمن كم يشقى العداةُ به

درعُ البلاد يُعادي من يُعاديها

واليوم ذكرى وللأوطان فرحتُها

فلتفرح الدارُ قاصيها ودانيها

فكانَ لابُدَّ أن أشدو بقافية

يكادُ يسترقصُ الأسماعَ راويها

عهدٌ علينا وأيمانٌ مُغلظةٌ

بأنْ نردَّ عن الأوطان شانيها

ثمَّ الصلاة على المختار ما ارتحلت

رواحلٌ ثمَّ أرستْ في مراسيها

سليمان بن عبد الرحمن الغميز