القرار الذي أطلقه الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم الأحد 25-9-2011، في إطار الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني جعله يوماً للمرأة السعودية أيضاً، حيث أقرَّ مشاركتها في الانتخابات البلدية واختيارها عضواً في مجلس الشورى، وهو قرار زفّ المرأة السعودية إلى يوم أخضر، وليسجل كنقطة تحول في الفكر الجمعي تجاه المرأة وشراكتها الدائمة بناء وتنمية.
إنه تجاوز حاسم لفكرة الإقصاء والتضليل والتعطيل والتهميش التي عاشت فيها المرأة، بسبب ثقافة سائدة مشوهة وظالمة، لكنها ظلت صابرة تحاول وتطالب، حتى وصل القرار الشجاع ليأخذ بيدها نحو حياة طبيعية وشراكة مستحقة، وهذا ما فعله الملك عبدالله حينما فتح أمامها وأمامنا كأمة طريق المستقبل والنور، وهو ما أكده رفضه الشخصي لتهميش المرأة في المجتمع نحو انطلاقة جديدة لتحطيم أي عوائق أو قيود في طريقها.
فالمرأة السعودية تواجه تحديات ملحة أمام عدد من القضايا الهامة، مثل أن تعامَل كاملة الأهلية في جميع الأحوال، أن يكون لها حق الولاية على نفسها، وعلى مالها، وعلى غيرها، وحتى ترفع عن المرأة البالغة الرشيدة وصاية ولي أمرها عليها، باتجاه توليها مناصب قيادية.
ومن خلال عضوية الشورى وعضويتها في جميع لجان مجلس الشورى، ستعمل كما متراكما من المواضيع، مثل رصد ووضع حد لقضايا العنف الأسري، وتحديداً العنف ضد المرأة والأطفال. وتشريع عقوبات رادعة لمن يمارس العنف داخل الأسرة، كما قضايا المتعلقة بحقوق المرأة في الحضانة، وإصدار قوانين عقوبات ضد التحرش.وغيرها، وصولاً إلى جوانب أخرى مثل ممارسة الرياضة بأنواعها.
- السيدات:
ذلك لا يعني أن المشاركة ستكون محددة بقضايا المرأة وإنما القضاياكافة، وإن كانت المواضيع المتعلقة بالمرأة قد حظيت ببعض الاهتمام من قبل مجلس الشورى من خلال اللجان المختصة أحياناً، لكن دون أن يتحقق الكثير.
حيث لم يتمكن مجلس الشورى الرجالي، من طرق تلك المواضيع نظرا لانشغال أجندة أعماله بالعديد من القضايا، بل لم يكن لديه وقت لقضايا تقليدية مثل الفساد والبطالة والعمل وغيرها، خصوصا وأن دفتر الحضور والانصراف غير مشجع حسب تقارير صحفية.
لذا نرجو أن تكون لأصواتكن وحضوركن جلسات المجلس فاتحة خير لبحث تلك القضايا، وتذكير المجلس بقضايا أخرى تتعلق بشباب وشابات هذا الوطن الفتي، من أبنائكن وبناتكن، فأنتن أقرب.... وأشجع!
- السيدات:
أرجو الله أن تكون أول سيدة سعودية تتجه للدورة السادسة لمجلس الشورى بعد أقل من عامين من الآن، وهي تقود سيارتها، تعبيراً عن منحها حرية التنقل والحركة في بلادها.