عبر سلسلة من المقالات بدأتهُا في مستهل هذا العام ترحمت فيها على وضع المرأة السعودية وحقوقها، وعزوت ذلك لعدم الاعتراف بها كشخص راشد له حقوق شرعية أقرها الله عز وجل وووطنية يفترض أن يكفلها النظام.
وذكرت بعض الحقوق التي لا تحصل عليها إلا بعد موافقة وليها، كحقها في التعليم العالي، والحصول على عمل، وإجراء عملية جراحية واستخراج جواز سفر مقروناً بالإذن بالسفر من ولي الأمر، وتجاهل حقها في استخراج صك تملك أرض أو سكن إلا بمعرف محرم لها، وكذلك عدم التوكيل إلا من خلاله بالرغم أن لديها بطاقة مدنية، وعدم حقها بحضانة أولادها إلا بعد تنازل والدهم وإسقاطه حق نفقتهم، وإنكار حقها في الميراث في بعض المناطق!
ويتبع ذلك عدم السماح لها بقيادة السيارة، ومنعها من العمل في بعض المهن كالمقاولات العامة، وحظر ترشحها للمجالس البلدية وعضوية مجلس الشورى!
وقد أتى على المرأة حين من الدهر فشلت ويئست من الحصول على بعض حقوقها المشروعة، فانزوت جانبا وأصابها الإحباط حتى أصبحت معظم السيدات يدعون ربهن أن يقـيّض للأجيال القادمة من يرفع شأنهن ويعتز بوجودهن فيتخذن مكانا يليق بهن.
ولم تدرِ السيدة السعودية أنها كانت في قلب القيادة، وأنها في عينيها ولا يرضيها قط التهميش الذي تعيشه المرأة برغم إنجازاتها المشهـودة على المستـوى الطبي والعلمي والتعليمـي والإعـلامي والأسري، ولاسيمـا أن الشريعـة الإسلامية أعزّتها ورفعت شأنها على مدى عصورها، وبالأخص في عصر النبوة الزاهر.
وإقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لحقّ المرأة المشروع، ووقوفه بكامل ثقله السياسي ومكانته الدولية والمحلية ودعمها فكرياً ومساندتها إنسانياً يشير بما لا يدع مجالاً للشك بأنه هو الملك الشجاع الكريم الحنون، ويدل أنه الملك الأبرز بل الرقم الصعب سياسيا ووطنيا فيما يختص بالمرأة حينما وقف أمام جموع مجلس الشورى ليلقي كلمته السنوية ويطلق كلمة الحق التي استَيْئَسَت المرأة من سماعها من أبيها أو أخيها وحتى ابنها في مجتمع يعج بالذكورية فإذا بها تسمعها من قائد الأمة وملك البلاد وخادم الحرمين! فكانت بلسما وشفاء لما في الصدور.
وفي الوقت الذي ينادي به ثلة من الرجال بعض النساء بـ(هيش) ستتبوأ فيه سيدة أخرى مقعدها في مجلس الشورى (تنفيذاً للإرادة الملكية) شقيقة للرجل تشاركه في بناء الوطن برأيها وتشاطره بعقلها وفكرها تحمل نفس المواطنة إن لم تتفوق عليه، فهي عطشى للعطاء، متحمسة للمنافسة وبتحدٍ، لتعويض ما فاتها من سنين عجاف لتبدأ من حيث انتهت الأمم المتقدمة دون تقليد أو صراع مع الرجل، بل بتكامل وانسجام وتناغم، لتدور عجلة الوطن وهي تحدث صوتا شجيا يردد نشيد العلَم. وقصيدة العمل.
وعمار يابو متعب، عمار..
عمار لبلد يتنفس وجودك، لا، عدمناك!
rogaia143@hotmail.comwww.rogaia.net