برن - قنا
توصل فريق من العلماء في سويسرا إلى اكتشاف جديد قد يقود إلى إعادة النظر في بعض قوانين الطبيعة، بعدما أظهرت تجربة أن بعض الجسيمات الدقيقة يمكنها أن تنتقل من مكان إلى آخر بسرعة أكبر من سرعة الضوء، التي يعتبرها العلماء الحد الأقصى للسرعة الكونية. وأكد العلماء أن الجسيمات، التي أطلقوا عليها اسم (نيوترينو)، قطعت مسافة تصل إلى 730 كيلومتراً، أي حوالي 453.6 ميلاً، تحت الأرض، بين مركزين للأبحاث أحدهما في سويسرا، والآخر في إيطاليا، ووصلت مبكراً بجزء من الثانية قبل الموعد الذي حدده العلماء لوصولها، استناداً إلى قياسات اعتمدت على سرعة الضوء.
ونشر علماء المركز الأوروبي للأبحاث النووية (سيرن) نتائج التجربة المعروفة باسم تجربة (أوبرا)، التي استُخدمت فيها أجهزة قياس ورصد فائقة الدقة؛ لرصد سرعة 15 ألف نيوترينو، أثناء انتقالها من مركز سيرن في سويسرا إلى مركز أبحاث غران ساسو، قرب العاصمة الإيطالية روما.
وبحسب نتائج الدراسة فقد فاقت سرعة تلك الجسيمات سرعة الضوء بنحو 20 جزءاً من المليون من الثانية، أي ما يعادل 60 نانو ثانية. وفي تعليقه على التجربة قال أنطونيو إريديتاتو، الأستاذ بجامعة برن في سويسرا «هذه نتيجة مفاجئة تماماً». مشيراً إلى أنها يمكن أن تحدث تأثيراً كبيراً على الفيزياء الحديثة؛ الأمر الذي يتوجب معه إجراء مزيد من الأبحاث المعمقة في هذا المجال. ويبدو أن الاكتشاف الجديد سيشكل معول هدم لنظرية النسبية الخاصة لعالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين، التي توصل إليها عام 1905، والتي تعتمد على قاعدة أن سرعة الضوء هي أعلى سرعة في الكون، وأنها سرعة ثابتة وليست نسبية.
من جانبه وصف رئيس قسم فيزياء الجزئيات بجامعة أوكسفورد، نيفيل هارنيو، نتائج التجربة بقوله إنها لافتة للنظر جداً، إذا ما كانت صحيحة. مشيراً إلى أنه إذا ثبتت صحة هذا الاستنتاج فإن ذلك سيشكل ثورة في علوم الفيزياء التي نعرفها.