يروي بعض مؤرخي القارة الأمريكية أن «الهنود الحمر» عرفوا «البصل» وتداولوا استعماله, وأطلقوا عليه اسم «شيكاغو»، وسميت مدينة «شيكاغو» باسم البصل، ومعناها « القوة والعظمة».
يعني تسمع خواجة يقول والله ما لقيت حجز إلى «البصل» اعرف أنه سيسافر إلى شيكاغو، أو تطلب أنت من المحل كيلو «شيكاغو» وتقوله «بخمسة ريالات لو سمحت»!
للأسف نحن ظلمنا «البصل» كثيراً, وما قدرناه مثل «الأمريكان» والأمم الأخرى، وننتقده رغم «فوائده الطبية» التي لا تُعَدّ ولا تُحصى، وميزته «الاقتصادية الغائبة» عن معظمنا, وسعره الذي يبقى في متناول الجميع دوماً.. لا أعرف حقيقة هل يمكن أن نعتبر البصل «مؤشراً» على استقرار الأسعار في الأسواق.. وماذا لو تم ارتفاع سعر «كيس البصل» مثلاً؟ هل سيرتفع تبعاً لذلك سلع أخرى لأهميته في كل «طبخة»؟!
في نيودلهي العام الماضي، ومع ارتفاع أسعار «البصل في الهند»، والضجة القائمة بشأنها، عرض صاحب محل لبيع الإطارات تقديم «5 كيلو» من البصل مجاناً عند شراء إطار واحد من محله. والله وصار البصل وسيلة ترويج «نفيسة» أيضاً.
«البصل» لا تحلو معظم الأكلات والطبخات إلا بوجوده كما تعلم ربة المنزل، وكم من «زوجة» طلقها زوجها بسبب «رائحة البصل» ودفعت ثمن «إخلاصها» له في المطبخ، متحججاً بأنها لا تهتم بشكلها ورائحتها؛ ليكتشف لاحقاً أنه «متسرع» بحسب دراسة بريطانية نشرتها صحيفة «ديلي إكسبريس» مؤخراً، أكدت أن البصل هو أكثر المأكولات التي تجلب السعادة والسرور للزوجين، إضافة إلى الجزر والموز والفول والبطاطس، وقد تراجعت «الشوكولا» إلى مراتب متأخرة بوصفها جالباً للسعادة، يعني دخولك البيت «بكيس بصل» دليل على سعادتك أكثر وأوفر من الحلويات و»الشوكولا». يا بلاش, كلنا سنكون سعداء!
أما قلت لكم إننا لم نقدر «البصل»، ولم نعرف قيمته الحقيقية بعد. قديماً قدس الفراعنة البصل في مصر، وخطوا «اسمه» على جدران الأهرامات من زود الحب، بل كانوا يدفنونه مع الجثث المحنطة لاعتقادهم أنه يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة، تطبيقاً للمقولة الشهيرة «إذا كليت بصل كثر بصل» على ما يبدو، كما قدسه اليونانيون أيضاً.
وخلاصة القول أننا لن نحتاج بعد اليوم إلى «عطورات» من فرنسا ولا غيرها، الله يخلي لنا رائحة «شيكاغو», فإذا «شممت» رائحة «البصل» في ملابس زوجتك فاعلم أن السعادة تلف المكان، والله يخليكم لبعض أسرة سعيدة، ويجب أن تطير من الفرح والسرور، بعكس نفر قليل قبلنا تسرعوا وتعجلوا بتطليق زوجاتهم بسبب رائحة «البصل» دون أن يعلموا السر..!
ولعلها «نصيحة» للزوجة التي تبحث عن الاستقرار في حياتها، اجعلِي رائحة البصل في كل مكان في المنزل، وازرعِي منه تحت السرير قدر ما تستطيعين؛ لتكون حياتكِ «بصل» بإذن الله..! أقصد «سعادة» كما تقول الدراسة أعلاه. والله من وراء القصد.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net