في عام 1964م كان نصف الشعب الأمريكي يعتقد أن هوليوود تحت سيطرة اليهود. نزلت نسبة الذين يعتقدون ذلك حتى وصلت اليوم إلى قرابة الخُمس فقط. استبشر اليهود خيراً بهذه النسبة، ونشرت رابطة مكافحة التشهير (وهي منظمة أمريكية صهيونية) هذه الإحصائية وهي تتراقص طرباً لأن الأمريكان صاروا أكثر تسامحاً وأقل جهلاً حسب اعتقادهم، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على مدى الهيمنة اليهودية الكاملة على الإعلام الأمريكي، فلمدة عشرات السنين ظل اليهود يغسلون أدمغة الأمريكان بالأفلام والبرامج التلفازية والصحف والمجلات -باختصار، الإعلام بكل أوجهه- وأقنعوا الأمريكان بأشياء كثيرة، يهمنا منها هنا شيء واحد: أن اليهود طيبون صالحون. هذه صورة اليهودي في الإعلام الأمريكي، فهو إما صديق للبطل يساعده لإعزاز أمريكا أو «الخير» أياً كان تعريف الفيلم له مثل الممثل اليهودي جيف غولدبلوم في «يوم الاستقلال»، أو هو عالمٌ ذكي مثل الممثل نفسه في «الحديقة الجوراسية»، أو هو بريءٌ مستضعف مثل قطعان اليهود في فيلم «قائمة شيندلر» عن أوضاعهم تحت النظام النازي، وهذا غيض من فيض، وإلا فمئات الأفلام والروايات والبرامج لا تخلو من اليهود وتصويرهم إما بالخير أو الاستضعاف لاستدرار عطف المشاهد، وإنما ذكرتُ هذه الثلاثة لأنها من أنجح وأشهر الأفلام.
كلامي أعلاه ليس مؤامرة ضد اليهود وتزييف للحقائق ضدهم، بل إنني اعتمدت على كلام الكاتب الأمريكي جول ستاين، وقد كتب مقالاً في صحيفة لوس أنجلس تايمز عن هذا الموضوع، وعادة لا يستطيع أي شخص الكلام عن اليهود إلا بخير في الإعلام الأمريكي وإلا دمروه ومستقبله وحياته تدميراً، ولكن الذي منع اليهود من التعرض للكاتب هو أنه هو نفسه يهودي! وقد ذكر في المقال نفسه أنه مستاء من «غباء» الأمريكان (هذه الكلمة التي استخدمها الكاتب!)، وذلك بسبب الإحصائية التي ذكرتها في الأعلى، وذكر مثالاً على السيطرة اليهودية المطلقة على الإعلام الأمريكي، فذكر أن خلافاً حصل بين منظمة أفلام أمريكية اسمها منظمة «ساغ» شبيهة بمنظمة الأوسكار وبين أطراف أخرى، وأدى هذا لتعطيل بعض أوجه حركة التلفاز والسينما، حينها قام رؤساء المنظمات الإعلامية الأمريكية بكتابة رسالة مفتوحة في الصحف الكبرى يحثون فيها منظمة ساغ على تسوية المسـألة، ووقّــع على الرســالة الأشخـــــاص التالـون: بيتــر شيرنين رئيس شركــة نيــوز كـورب (والتــي تملك محطات سكاي وفوكس وستار)، براد غري رئيس شركة باراماونت، روبرت آيغر رئيس إمبراطورية ديزني، ماكيل لينتون رئيس شركة أفلام سوني، باري ماير رئيس شركة وورنر برذرز، ليسلي مونفيز رئيس محطة سي بي إس، هاري سلون رئيس شركة إم جي إم، وأخيراً رئيس محطة إن بي سي جيف زوكر. كل هؤلاء يهود! كانوا يطالبون رئيس منظمة ساغ بحل المشكلة فوراً، واسم الرئيس آلن روزنبيرغ (يهودي)، ورد آلن غاضباً في الصحف على هؤلاء، وكتب رده آري إيمانويل وهو من كبار الوكلاء في هذا المجال، وهو أيضاً يهودي! يقول الكاتب نفسه أنه بحث كثيراً عن أي رئيس غير يهودي ولم يجد إلا ستة، ولما طلب منهم التحدث عن هذا الموضوع رفض خمسة منهم ذلك، هلعاً من أن يمسوا اليهود بسوء، وأما السادس فاسمه تشارلي كولير رئيس شركة إيه إم سي الإعلامية ووافق على التحدث مع الكاتب، ولما حادثه الكاتب اكتشف أنه يهودي أيضاً!
اتصل الكاتب بأبراهام فوكسمان رئيس رابطة مكافحة التشهير (المنظمة اليهودية التي ذكرتها في البداية)، وذلك ليناقشه في هذا الموضوع، فإذا بالرئيس يتسخط ويخبر الكاتب أن نسبة الخُمس لا زالت عالية جداً! وما زال يعتقد أن الأمريكان متحيزون ضد اليهود لأن نسبة الخمس منهم يظنون أن اليهود يتحكمون بالإعلام، وقال إنه يفضّل أن يتخلص الأمريكان من كلمة «تحكم» في هذا السياق، فرغم أن اليهود فعلياً يتحكمون بالإعلام إلا أن فوكسمان لا يريد هذه الحقيقة أن تنتشر، وقال إنه يفضل أن يقول أنها مجرد مصادفة (!) أن رؤساء الإمبراطوريات الإعلامية في أمريكا كلهم يهود!
سبحان الله، الكذب والغش في دمهم.