أحد أهم المشاريع العلمية التي تفخر بها بلادنا، مشروع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. باعتبارها مؤسسة حكومية علمية، تقوم بدعم، وتشجيع البحث العلمي للأغراض التطبيقية،
وتنسيق نشاطات مؤسسات، ومراكز البحوث العلمية في هذا المجال، بما يتناسب مع متطلبات التنمية في المملكة. ومن أهم ما أنيط بها: إعداد التقارير الخاصة بأهلة الأشهر القمرية بشكل دوري، والمشاركة في لجان الرصد؛ لما له من ارتباط بالشعائر الإسلامية.
وفي هذا العام 1432 هـ، قامت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بإعداد جدول هذه السنة؛ لتوضح مواعيد الاقتران شهريا، ومواعيد شروق الشمس، والقمر، وغروبهما، وموقع الهلال، وشكله في ليالي مظنة رؤيته. وقد اطلعت على تقارير كاملة عن ظروف رؤية الهلال في مساء يوم الاثنين، الموافق: 29 - 9 - 1432 هـ، والمدة الزمنية التي سوف يمكثها، بناء على قاعدة اختلاف المطالع من مختلف الجهات البحثية الفلكية في العالم، والذي احتواه كتاب: «أحوال الأهلة 1432هـ»، الذي أصدره المركز الوطني للفلك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في الرياض. حيث جاء في صفحة «106»، النص التالي: سوف تغرب الشمس - بمشيئة الله تعالى- في مكة المكرمة، يوم الاثنين 29 رمضان 1432هـ، الموافق 29 آب - أغسطس 2011م، في تمام الساعة السادسة و41 دقيقة، أي: أن القمر يمكث بعد غروب الشمس بثلاث دقائق، ويكون ارتفاع الهلال فوق الأفق لحظة غروب الشمس في مكة المكرمة في مساء يوم الاثنين - ليلة الثلاثاء -، أقل من ربع درجة فقط.
قبل أيام ذكر الأستاذ عبد الله الخضيري، في التقرير الصحفي الذي نشرته صحيفة الرياض، بتاريخ: 4 - 10 - 1432 هـ، في محاضرته التي ألقاها بعد عيد الفطر بمدينة جلاجل، وكذلك مداخلته في قناة المجد، بتاريخ: 6 - 10 - 1432 هـ، بأنه لا يعتمد إلا على الرؤية البصرية المجردة وحدها، رغم قوله في تلك المحاضرة، بأن له معرفة بالحساب الفلكي، وأن له أبحاثا فيه، وأن بينه وبين وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» تواصلا علميا، إضافة إلى تواصله مع المتخصصين في الفلك في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. ومع هذا فهو يشكك في برنامج حسابات «سكاي»، الذي تستخدمه المدينة في حساباتها في تحديث موعد غروب الشمس، وموعد غروب القمر. كما أنه ذكر في تلك المقابلة: أنه شاهد القمر يمكث في الأفق بعد غروب الشمس مدة أربع دقائق، مع ثلاثة شهود في مدينة حوطة سدير، - إضافة - إلى شاهدين في مدينة شقراء.
السؤال الذي سأتوجه به إلى مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية: أيهما أصح، حسابات برنامج «سكاي»، وغيره من البرامج الحاسوبية التي تستخدمه المدينة في تحديد موعد غروب الشمس، وموعد غروب القمر، أم ما ذكره الأستاذ عبد الله الخضيري، بأن: «القمر بقي بعد غروب الشمس أربع دقائق»، وهذا يخالف الواقع الذي تؤكده المراصد الفلكية في العالم كله، بأن الهلال لم يمكث أكثر من دقيقة بعد غروب الشمس، في المكان الذي رصد منه شاهد الرؤية؟. وكلي أمل أن يأتي الجواب واضحا، وموضحا للكثير من الخفايا، وكاشفا للغموض الذي يكتنف هذا العمل، دون أن تؤثر المدينة صمتها البارد؛ إبراءً للذمة، ونصحا للأمة.
drsasq@gmail.com