على رغم معرفتي التامة بشخصية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم الذي يعشق الإنجاز والنجاح.. إلا أنني لا أخفي حجم إعجابي وتقديري وابتهاجي بمشروع سموه الوطني العلمي والثقافي الرائد: (المكتبة الرقمية للدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز) والتي أذن سموه بانطلاقها من خلال تدشينه موقعها مؤخراً وذلك في قاعة المحاضرات بمقر مكتبة الملك سعود في مدينة بريدة.
اليوم، تحول العالم بفضل عصر الديجيتال إلى آلة تقنية جبارة.. ومن - ثقافة الورق - إلى - ثقافة رقمية -.. لذا فإن قيمة (المكتبة الرقمية للدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز) لا تضاهيها قيمة فيما يبدو.. ولعل ما يشدني اليوم للكتابة هو ما رأيت.. لقد تصفحت هذه المكتبة القيمة مرات عديدة ولازلت.. ومن تجربتي كباحث أكاديمي.. فإنني أستطيع القول بأن (المكتبة الرقمية للدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز) ليست موقعاً إلكترونياً عادياً بقدر ما هي أرشيف وطني فريد تتيح لمستخدميها من القراء والدارسين والمهتمين الاطلاع على الكثير من الكنوز المعرفية والثقافية وموفرة بذلك فضاء معلوماتياً رحباً وتقدم أفضل تجربة ممكنة لزوارها.. فهي تعد بدون مبالغة مخزناً للذاكرة وحفاظاً على الذات.. وبذل سموه الكثير من الجهد والوقت وأكثر لكي ترى النور وبقوة.. فالمكتبة - كما يؤكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل -: مشروع وطني علمي تقني يحتوي آلاف المراجع العلمية والشرعية والتاريخية والعلوم العامة، وتشمل أكثر من تسعين تصنيفاً وفهرسة تتضمن العديد من أمهات الكتب في مختلف المجالات العلمية والثقافية وأبرز النشاطات الاجتماعية والسياسية وقضايا الأسرة والعلوم الدينية والشرعية في مختلف مجالاتها، وكتباً عن سيرة الملك عبدالعزيز والملك سعود - رحمهما الله - ومواضيع توعوية وإرشادية ومؤلفات تعالج الهموم والأمور الوطنية كمعرض اليوم الوطني والأمن الفكري وقضايا الإرهاب ومكافحته وباب المخدرات ومخاطرها وأسبابها ومؤثراتها، إضافة إلى مناهج التعليم العام منذ السنة الأولى الابتدائية حتى نهاية المرحلة الثانوية، وكذلك روابط كثيرة لمواقع علمية متميزة لمكتبات رائدة ومواقع مفيدة.. ولفت سموه إلى أن من إيجابيات إنشاء موقع المكتبة الإلكترونية التي تعد الأولى على مستوى المملكة أنها ذات فائدة لا تقف أمام الباحثين فيها حدود جغرافية أو زمنية، سائلاً الله تعالى أن تكون شمعة مضيئة يُنتفع بها وأن تكون باكورة أعمال علمية وتقنية أخرى.
حين تلتقي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل والذي دائماً يتسلح بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة في حديثه.. فإنك تلتقي مع بحر غزير من الثقافة والمعرفة وعميق الخبرة والتجربة المختلفة.. وحين تلتفت لتاريخ عطاء هذا الأمير الودود الدمث في تعامله فأنت أمام أمير حمل رسالته الوطنية والإنسانية بكل أمانة وروح طيبة.. فأعطى لتنمية وطنه كل نبضه وفكره.. وهذه المكتبة الرقمية الرائعة نتيجة طبيعية وتلقائية لذلك.. شكراً.. سمو الأمير على هذا المشروع الثقافي الرائع ودام لك توفيق الله وعونه.