|
الجزيرة – ماجد إبراهيم
الزحام في شارع الضباب خارج وقت الذروة ينبئ بحدثٍ ما، ليس حادث سير بالطبع، فكمية السيارات الفارهة التي تتوقف على جانبي الشارع توحي لك بالخطوط العريضة لحدثٍ يتكرر مرةً كُل عام، العدد الكبير من الذين يعبرون الشارع باتجاه مدخل الغرفة التجارية، رجال كثر يحملون «بشوتهم» على أيديهم، يرتدونها فور عبورهم الطريق وقبل أن يصلوا المدخل بخطوات، سيارات فارهة تتوقف للحظات أمام المدخل الرئيس، وتغادر بعد أن يغادرها مسئول ما أو أحد رجال الأعمال، تتهافت فلاشات المصوِّرين على التقاط لحظات وصوله الأولى، في الوقت الذي تستقبله ابتسامات المسئولين في الغرفة وترحيبهم الحار قبل أن يتوجه إلى السلام على بقية الحضور، المشهد في الداخل يعكس المشهد في الخارج، لفيف من الابتسامات والسلامات، ونقاشات سريعة وعابرة عن كُلِّ ما يتعلق بالاقتصاد، أصدقاء لم يلتقوا منذ زمن، وآخرون يتبادلون كروتهم نحو علاقة جديدة، مصوِّر يطالب مجموعة من أصحاب رؤوس الأموال بالاصطفاف في لقطة جماعية، لا تنتهي بانطفاء فلاش الكاميرا، تسمع جملةً من هنا عن الأزمة المالية العالمية، وهنا أحد السفراء يوضح موقف دولته لأحد رجال الأعمال من أزمة الدين الأمريكي، وصحفي يبحث عن أحد المسئولين ليظفر بإجابة على سؤالٍ لا يهدأ، وفي ذات الوقت الذي تستمع فيه لملاحظات أحدهم على برنامج نطاقات، تشاهد وكيل وزارة العمل يتحدث عن حزم الوزارة في تطبيق البرنامج مع أحد رجال الأعمال الذي يرد عليه بمحبة:»الله يعينكم.. ويشدّ على أيديكم» ويضيف بابتسامة مودّة: «ويعيننا عليكم»، المشهد البانورامي لـ اللقاء السنوي لرجال الأعمال الذي تنظمه الغرفة التجارية بالرياض يوحي بتفاصيل أكثر تتيح لكل الحضور الخروج بالعديد من القصص التي توحي بخطوط عريضة عن مستقبل «الاقتصاد القوي» في إحدى دول مجموعة العشرين.