نحتفل غداً أول الميزان باليوم الوطني لبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، وكما أننا نتذكر في هذه المناسبة العزيزة أمجاد الماضي، نتساءل عن حال الحاضر، ونستشرف معاً ماذا سيكون عليه المستقبل!!. نعم إننا في يومنا الوطني نختزل الزمن، ونؤطر المكان، وندرس الحال، ونسبر أغوار الإنسان، نقارن بين ما كان وما هو كائن وماذا سيكون، نتعرف على إنسان هذه الأرض الطيبة منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإلى الغد، يقف كل منا مع نفسه.. ترى ماذا قدمت لوطني العزيز، هل فعلاً أستحق شرف الانتماء لخير أرض على وجه البسيطة، أفضل بقعة على الإطلاق، أرض الحرمين الشريفين «المملكة العربية السعودية»، هل قابلت ما أنعمُ به في هذا الوطن بالشكر والعرفان لله أولاً ثم لولاة أمري قادة هذا الوطن المعطاء أم أنني كنت جاحداً كفوراً؟!
ما هي الإيجابيات التي شاركت في صنعها من أجل الوطن وإنسانه، وفي المقابل ما هي السلبيات التي استطعت أن أدفعها عن أي جزء من بلادي سواء بالقول أو الفعل أو حتى القلب، ولا يحقرن أحدنا من المعروف شيئا فربما كان - ما تقدمه أخي القارئ الكريم - من عمل إيجابي إضافة جميلة سبقتها خطوات غيرك وسيتبعها فعل آخرين من أبناء الوطن.
إن المرء حين يقارن زماناً بين ما نحن فيه من أمن وأمان ورغد عيش وسعادة وهناء وما كان في الجزيرة العربية إبان عهد الأجداد من تناحر واقتتال وسلب ونهب وسفك دماء، أو حتى يعقد مقارنة بسيطة مكاناً بين واقعنا اليوم وبين ما هو حادث في عدد من بلادنا العربية والإسلامية وكذا العالمية، يعود من هاتين الرحلتين الزمانية والمكانية وهو أكثر تقديراً واعترافاً بما هو فيه من حال ولا يسعه إلا أن يشكر الله أولاً على هذه النعم ثم يرفع أكفه للرب سبحانه وتعالى داعياً وشاكراً لولاة الأمر أصحب الفضل بعد الله «ومن لا يشكر الناس لم يشكر الله».
إن للوطن «ديناً وأرضاً وشعباً وقادة وعلماء وأهلاً ومنجزات» حقوقاً عدة، ومن الغبن ألا يستشعر الفرد الحقوق المجتمعية والوطنية حتى يُذكر بها في مثل هذا اليوم، كما أن من الجحود نكران الفضل ونسيان الجميل..
كم هو رائع أن يكون لنا في مثل هذه المناسبات إضافة وطنية متميزة تستحق الإشادة والتبجيل سواء أكانت إضافة علمية أو مشروعاً خيرياً أو مبادرة إصلاح اجتماعي أو إقلاع عن شر وترك لسلبية كان الواحد منا يمارسها ويقترفها في عمله أو بيته أو استراحته قوليه كانت أم فعلية لا سمح الله.
كم هو جميل أن يضيف الأثرياء أصحاب المال والأعمال في إعلانات المباركة بهذه المناسبة وضع لبنة تنموية جديدة مبتكرة أو حتى معروفة لكنها مؤثرة وذات بعد مجتمعي متميز.
إننا ونحن نعيش اليوم الوطني (81) يجب أن تكون عيوننا لليوم الوطني القادم (82)، ترى كيف لي أن أكون شخصاً أو مؤسسة أكثر فعالية وطنية من أجل غد أفضل وفي سبيل مجد وطني جديد؟
إننا في هذه المناسبة العزيزة نجدد لقادة بلادنا الولاء ونعاهد الله ثم المليك بالإخلاص والوفاء وأن نبذل قصارى جهدنا من أجل رفعة وعزة وتقدم وطننا المعطاء، يحفزنا لكل ذلك تشريف الله لنا بانتمائنا لهذه الأرض الطيبة ووجود ولاة أمر انبروا بكل تفان وإخلاص لبناء وطن عزيز وتحقيق نهضة إنسان، وما السجل الحافل بالخير والعطاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وما التاريخ المسطر بالبذل والوفاء لولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وما المواقف التي لم تنس والأحداث التي لن تنمحي مهما تقادم الزمن لرجل الأمن الأول النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، ما هذه وتلك إلا شاهد أكيد وبرهان واضح على أن في جبين الزمن وعلى أرض الوطن قادة يتقدمون المواطنين في رسم ملامح المواطنة الصالحة الفاعلة من أجل هذا الكيان العزيز وفي سبيل سعادة ورخاء وأمن واستقرار مواطنيه وقاطنيه.. فلهم ولكل مواطن مخلص صادق تحية إجلال وتقدير، وللوطن تجديد عهد يزدان بالوفاء ويطرز بالإخلاص ويعنون بالمواطنة الصالحة بدلالتها الواسعة ومفهومها الشامل والدائم. دمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.