شهدنا في الفترة الماضية، حالة من الحالات التي نسمعها ولا نراها. فلقد تداول الناس عبر الإنترنت، صورة لتقرير ديوان المراقبة العامة عن مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون. ثم قرأنا بعد ذلك رداً من إدارة المستشفى على ما ورد على في هذا التقرير. وبعد هذه الحالة، سألت الزملاء:
- هل نقصَ من وزن المستشفى شيءٌ، حينما أوضحوا الحقائق؟! هل لو مارست المؤسسات الطبية الأخرى مثل هذه الممارسة في الرد على ما يرد عنها من تقارير، سواءً من ديوان المراقبة أو من مجلس الشورى أو من المؤسسات الإعلامية، سيضر بها أو بمصالحها؟!
ليس من الضروري أن نقتنع بالردود التي ردّ بها التخصصي، لكن مبدأ الرد هو المهم. وهو ما يجب أن نعممه على كافة القطاعات، وذلك لكي يعي المسؤولون أنهم مراقبون، وأن التقارير التي سيعدُّها المراقبون عنهم، سيقرأها الناس، وسينتظرون تبريرات على كل نقطة تمَّ ذكرها. هذه هي الشفافية التي لا نراها تتجسد على أرض واقعنا. ولعل السبب الرئيس في غيابها، هو أن الواحد من هؤلاء المسؤولين يتخيل أن المنصب الذي يتبؤه، مسجَّلٌ باسمه، وأن الأخطاء التي تُرتكب هي أخطاؤه الشخصية وليست أخطاء موظفيه. وحينما يتخلى هذا المسؤول عن ذلك الخيال، سيكون بإمكانه أن يخرج ليعتذر عن أخطائه بكل شجاعة، ثم يغادر المنصب لمن هو أكفأ منه.