الله وحده من يسير الأقدار بحكمةٍ بالغة ، ونحن نشاهد الثورات الحالية في بعض الدول بمنظور الرحمة والشفقة لما يصيبهم من بلاءٍ وامتحان ونتمنى أن نكون ممن ينطبق عليهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضة بعضا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ). لذا فإننا نسأل الله لنا ولهم الخيرة . ويقال مصائب قوم عند قوم فوائد، إن قناصة الفرص الاستثمارية يبحثون عن تلك الفرص التي تنشأ من تغير الأوضاع ببعض الدول أو عند التغير الإستراتيجي ... ولدى بعض المستثمرين نسبة من أموالهم مخصصه للمخاطر العالية وقد يتكرر الفشل ولكنهم يستمرون بالمخاطرة لأنها في الغالب لا تزيد عن ?? بالمائة من استثماراتهم السنوية... ولكن نجاحهم يحقق ثروات سريعة وعالية تعوض كل مخاطرتهم السابقة وقد تزيد من ثروتهم بأرقام خيالية حسب القاعدة كلما زادت المخاطرة زادة الربحية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر : ليبيا تعتبر من أكثر الدول التي يترقبها مستثمرو العالم، لأن الدخل من الثروات بالمقارنة بعدد السكان يعتبر دخلاً عالياً جداً فيما لو قورن بكثير من الدول المجاورة والتي تزداد فيها الكثافة السكانية وتقل نسبة الفرد من الناتج المحلي وموقعها الجغرافي والساحل الذي تتمتع به تلك الدولة ما يجعل من الاستثمار فيها مطمعاً يسيل له لعاب كثيرٍ من المستثمرين من جميع أنحاء العالم .
لقد كان الحصار المفروض على ليبيا و الذي يتحكم به زعيمها الراحل عائقاً كبيراً أمام الاستثمارات في ذلك البلد الواعد ، ولكن مستقبلاً وبعد أن يتم ترسية الأنظمة والقوانين التي تهيئ مناخاً جاذباً وآمناً للاستثمار ستنهل رؤوس الأموال على ذلكم البلد البكر الذي لبث كذلك لأكثر من أربعين سنةٍ مضت باحثةً عن الفرص الكثيرة فيظل بلدا بتروليا ينتج يوميا قرابة المليون ونصف برميل ، ولقربها من شواطئ أوروبا فإن الاستثمار في المشتقات البتروكيماوية والصناعات الأساسية سيكون مغرياً جداً ناهيك عن آلاف الفرص السياحية التي تنعم بها ليبيا عبر شواطئها الممتدة ذات الطبيعة السهلة والمناخ الرائع. في رأيي أن تجهيز الاستثمارات والبحث عن فرص يبدأ من الآن قبل أن يقتنصها كبار مستثمري العالم ، من غير العرب والمسلمين.
www.badralrajhi.com